للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رأى بعض أهل الأخبار، استنادًا إلى قصيدة للنابغة مطلعها:

أتاركة تدللها قطامِ ... وضنًّا بالتحية والكلام

أن الذي قام بالغزو المذكور فيها هو "عمرو بن هند". وأن غزوه بلغ حتى جبال حمى١. غير أن الأبيات تدل على أن صاحب تلك الغزوة كان قد دوخ العراق، وأنه حارب قبائله، ولهذا لا يعقل أن يكون صاحبها عمرو بن هند، بل لا بد أن يكون ملكًا من آل غسان غزا العراق وإلى هذا الرأي ذهب المستشرق "نولدكه"٢.

وفي بعض الروايات أن عمرًا توسط بين بكر وتغلب ابني وائل فأصلح بينهما بعد حرب البسوس، وأخذ رهائن من كل حي من الحيين مئة غلام من أشرافهم، ليكف بعضهم عن بعض، فكانوا يصحبونه في السلم والحرب٣.

ويرى فريق آخر من الأخباريين أن الذي توسط لعقد الصلح بين القبيلتين هو المنذر بن ماء السماء٤.

وذكر أن أناسًا من تغلب جاؤوا إلى "بكر بن وائل" يستسقونهم فطردتهم بكر للحقد الذي كان بينهم، فرجعوا عطاشًا، فمات سبعون منهم، فاجتمع بنو تغلب واستعدوا لملاقاة بكر ومحاربتهم، ثم خاف عقلاء الطرفين من عودة الحرب إلى ما كانت عليه، فتداعوا إلى الصلح، فتحاكموا إلى الملك "عمرو بن هند"، فطلب منهم سبعين رجلًا من أشراف وائل ليجعلهم في وثاق عنده، فإن كان الحق لبني تغلب، دفعوا إليهم ليأخذوا ثأرهم،

وإن لم يكن رجعوا سبيلهم، فجاءت تغلب وعلى رأسها عمرو بن كلثوم، وحل الخصومة عمرو بن هند٥.

وفي رواية يذكرها "ابن دريد": أن "بني الحارث بن مرة" قتلوا ابنًا


١ شعراء النصرانية "ص ٧١٥".
٢ الأغاني "١٩/ ١٢٧"، شعراء النصرانية "١٢٤".
٣ الأغاني "١١/ ٤٢ وما بعدها"، "دار الكتب المصرية"، شعراء النصرانية "ص ١٩٨ وما بعدها".
٤ الأغاني "١١/ ٤٤ وما بعدها" "دار الكتب المصرية"، "٩/ ١٧٢" "مطبعة التقدم".
٥ جمهرة أشعار العرب "١٢٠"، شرح القصائد السبع للزوزني "١٤٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>