للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك رواية أخرى تنفي تحريق عمرو بن هند للمذكورين من بني دارم والرجل الآخر من البراجم، وترى أنهم قتلوا، قتلوا بأمر عمرو بن هند١.

وأوارة الموضع الذي أحرق فيه المذكورون من بني تميم، أو قتلوا فيه، هو اسم ماء أو جبل لبني تميم قيل أنه بناحية البحرين٢.

وكان "عمرو بن ملقط الطائي"، هو الذي أصاب "بني تميم" مع "عمرو ابن هند" يوم أوارة، فسأله فيهم فأطلقهم له، وكان وفادًا إلى الملوك٣.

والأعشى الشاعر ممن ذكر هذا اليوم في شعره. وعير الشاعر جرير الفرزدق بيوم أوارة٤.

وتذكر بعض الروايات عن يوم "أوارة" أن "عمرو بن ملقط الطائي"، هو الذي حرض "عمرو بن هند" على غزو بني دارم، وأنه شاركه في غزوهم. وقد أشير إلى ذلك في شعر للطرماح الطائي يفاخر به الفرزدق، وهو شاعر من بني تميم٥. وسبب ذلك أن طيئًا كانت تطلب عثرات زرارة وبني أبيه؛ لأنه كان قد حرض عمرو بن هند عليهم. فلما بلغهم ما صنعوا بأخي الملك، أنشأ "عمرو بن ملقط" شعرًا، بلغ عمرو بن هند، فتأثر به، وقرر السير على زرارة وقومه للانتقام منهم بقتلهم شقيقه٦.

ويفهم من بعض الرواة أن "يوم الشقيقة" كان قد وقع في عهد عمرو بن هند، إذ تذكر أن قومًا من شيبان جاؤوا مع قيس بن معد يكرب ومعهم جمع عظيم من أهل اليمن، وقصدوا إبلًا لعمرو بن هند، فردتهم بنو يشكر، وقتلوا فيهم، ولم يوصل إلى الإبل٧.


١ البلدان "١/ ٣٩٣"، العمدة "٢/ ٢٠٥". قال جرير:
أين الذين بسيف عمرو قتلوا ... أم أين أسعد فيكم المسترضع
٢ البلدان "١/ ٣٩٣".
٣ ذيل الأمالي "٢٤".
٤ معجم ما استعجم "١/ ٢٠٧" "طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة ١٩٤٥م".
٥
واسأل زرارة والمأمون ما فعلت ... قتلى أوارة من رعلان واللذد
ودارم قد قذفنا منهم مئة ... في جاحم النار إذ يلقون في الخدد
ديوان الطرماح "ص ١٤٥".
٦ أيام العرب "١٠٣"
٧ الأغاني "١١/ ٤٨" "دار الكتب المصرية".

<<  <  ج: ص:  >  >>