للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى في منشأ هذا اللقب١، تحاول إيجاد مخرج لمعنى "محرق" التي ترد مقرونة بأسماء بعض ملوك "آل جفنة" و"آل لخم".

وفي كتب الأمثال مثل هو: "إن الشقي وافد البراجم"، زعم أصحاب الأخبار أن قائله هو الملك "عمرو بن هند" قاله يوم قتلت "البراجم" –وهم أحياء من "تميم": عمرو وقيس وغالب وكلفة وظليم، وهم "بنو حنظلة بن زيد مناة" تحالفوا على أن يكونوا كبراجم الأصابع في الاجتماع- شقيق "عمرو ابن هند"، فسار إليهم وآلى أن يحرق منهم مئة، فقتل تسعة وتسعين، وأحرق القتلى بالنار، فمر رجل من البراجم وراح رائحة حريق القتلى، فحسبه قتار الشواء، فمال إليه، فلما رآه عمرو قاله له: ممن أنت؟ قال: رجل من البراجم فقال: إن الشقي وافد البراجم. وأمر فقتل وألقي في النار، فبرت به يمينه٢.

وورد أن عمرًا بقي ينتظر وافدًا من البراجم ليلقي به في النار فيكمل بذلك العدد، حتى إذا طال انتظاره قيل له: لو تحللت بامرأة منهم، فدعا بامرأة منهم، فدعا بامرأة من بني نهشل بن دارم اسمها الحمراء بنت ضمرة بن جابر، فأمر بإلقائها في النار. فكمل بذلك العدد٣.

وكان سبب قتل أسعد أو سعد أخي عمرو بن هند أو ابنه مالك، أنه لما ترعرع مرت به ناقة كوماء سمينة، فرمى ضرعها، فشد عليه ربها سويد أحد بني عبد الله بن دارم فقتله، ثم هرب سويد فلحق بمكة، واستجار بأهلها. فبلغ الخبر عمرو بن هند، وكان زرارة بن عدس التميمي عنده، فاغتاظ زرارة من هذا العمل، إذ كان الملك قد وضع "سعدًا" "أسعد" في بيته، وانتهز زعماء طيء هذه الفرصة وحرضوا عمرو بن هند على مهاجمة بني دارم قتلته للأخذ بثأرهم منه٤.


١ الاقتضاب "ص ٣٥٩". العمدة "٢/ ٢١٦".
٢ البرقوقي "ص ٥٥"، العمدة، لابن رشيق "٢/ ٢٠٥"، الأمثال للميداني "١/ ٩٥"، ابن الأثير "١/ ٣٣٤"، "النقائض "٦٥٢، ١٠٨١"، اللسان "١٠/ ٤٢"، "حرق".
٣ أيام العرب "١٠٥".
٤ العمدة "٢/ ٢٠٥"، الأغاني "٢٢/ ١٨٦"، "بيروت"، المسعودي، مروج "١/ ٢٣"، اليعقوبي "١/ ١٧١"، ابن خلدون "٢/ ٥٦٦"، خزانة الأدب "٣/ ١٤٠"، نهاية الأرب للنويري "٣/ ١٨"، البكري، معجم "١/ ٢٠٧، النقائض "٢/ ٦٥٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>