للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعرض لذكر "الجون: جون آل بني الأوس" ومعه كتيبة شديدة العناد. ولت الأدبار بعد قتالها مع "بني يشكر" قومه. ثم تعرض لقتالهم مع الغساسنة انتقامًا منهم، لقتلهم "المنذر" والد "عمرو بن هند" وأسرهم تسعة من الملوك. وأخذهم أسلابهم منهم، وأسلابهم غالية الأثمان، لعظم أخطارهم وجلالة أقدارهم. ثم انتقل إلى ذكر يوم "ذي المجاز" وكيف جمع "عمرو بن هند" بني "بكر"

و"تغلب" وأصلح بينهما، وأخذ منهما الوثائق والرهون، وكتب العهد بينهما بوجوب الوفاء بما اتفق عليه في هذا اليوم، ثم أخذ يعيرهم ويذكر هزائمهم التي ألحقتها "كندة" و"إياد" و"تميم" و"بنو حنيفة" و"قضاعة" وقبائل أخرى بهم، ويتهمهم بخرق العهد والمواثيق وبالغدر. وقد جاءت هذه القصيدة معبرة عن حقد "عمرو" على التغلبيين وعن غضبه عليهم لمقاومتهم له.

وغزا عمرو بن هند طيئًا، بتحريض زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم الحنظلي إياه على غزوها، ويقول أهل الأخبار أن عمرو بن هند امتنع في بادئ الأمر عن غزو طيء، لوجود حلف بينه وبينهم، غير أن زرارة ألح عليه بغزوهم، فغزاهم وأخذ أسرى منهم١.

ويذكر بعض أهل الأخبار أن عمرو بن هند كان قد عاقد طيئًا ألا ينازعوا ولا يغزوا ولا يفاخروا. ثم غزا اليمامة، فرجع منفضًّا، فمر بطيء، فحرضه زرارة عليهم، ولم يزل به يحرضه ويغريه بالغنائم، حتى غزا طيئًا، وأسر من بني عدي رهط حاتم الطائي سبعين رجلًا، وفيهم قيس بن جحدر ابن خالة حاتم الطائي، وحاتم يومئذ بالحيرة. فلما بلغ عمرو بن هند الحيرة، توسط "حاتم" لديه في فك الأسرى فوهبهم له٢.

وغزا "عمرو بن هند" تميمًا فقتل من "بني دارم" مئة نفس انتقامًا منهم لقتلهم أخاه سعدًا أو ابنه مالكًا في رواية أخرى. وكان ذلك في يوم أوارة الثاني٣ "يوم أوارة الأخير". ويزعم الأخباريون أنه ألقى بالقتلى في النار، ولهذا السبب عرف بـ "المحرق" "محرق" "المحرق الثاني"٤. ولبعض الأخباريين تفاسير


١ الأغاني "١٩/ ١٢٧ وما بعدها"، شعراء النصرانية "١٢٤".
٢ أيام العرب "١٠٢".
٣ حمزة "ص ٧٣"، معجم الشعراء "ص ٢٠٥"، البلدان "١/ ٣٩٢"، الكامل "١/ ٢٩٥"، العقد الفريد "٣/ ١٥٤" الأغاني "١/ ١٢٢".
٤ الأغاني "١٩/ ١٢٩"، الكامل "١/ ٢٢٨"، الميداني "١/ ٢٢٦"، اللسان "١٠/ ٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>