للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قام بها خطيبًا فيما كان بينه وبين عمرو بن هند. وهي من جيد شعر العرب القديم وإحدى السبع، ولشغف تغلب بها وكثرة روايتهم لها، قال بعض الشعراء:

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

يفاخرون بها مذ كان أولهم ... يا للرجال لفخر غير مسؤوم١

وإلى هند أم الملك ينسب دير هند الكبرى من أديرة الحيرة، وقد أرخ بناؤه في عهد خسرو أنو شروان وفي عهد الأسقف مار افرايم. وقد لقبت فيه بالملكة بنت الأملاك وأم الملك عمرو بن المنذر٢. وإذا صحت قراءة الأخباريين هذه، كان بناء هذا الدير في أيام ابنها عمرو.

وكان الملك من نصيب قابوس بن المنذر بعد وفاة عمرو بن هند أخي "قابوس" وأمه هند. أما المسعودي فجعل أمه بنت الحارث من آل معاوية بن معد يكرب٣. وقد ملك على رواية حمزة أربع سنين في زمان أنو شروان٤. وذكر حمزة أن من الأخباريين من قال إنه لم يملك. "وإنما سموه ملكًا؛ لأن أباه وأخاه كانا ملكين"، وقد وصفه بالضعف وباللين، ولذلك قيل له "فتنة العرس" و"قينة العرس" في بعض الروايات. وقد قتله رجل من يشكر، وسلب ما كان عنده وعليه٥.

وليس بصحيح ما زعمه حمزة نقلًا عن بعض الأخباريين من أن قابوسًا لم يكن ملكًا، وإنما قيل له ذلك؛ لأن أباه وأخاه كانا ملكين. فقد نعته "يوحنا الأفسوسي" "John Of Ephesus" في تأريخ الكنسي بـ "ملكًا" أي ملك، ويوحنا الأفسوسي من الرجال الذين عاشوا في القرن السادس للميلاد. وقد توفي سنة "٥٨٥م" تقريبًا. ولم يكن لينعته بـ "ملكًا" لو لم يكن قابوس ملكًا على الحيرة حقًّا٦.


١ الشعر والشعراء "ص ١٢٠"، شرح التبريزي على المعلقات "٢٣٨"، أمالي المرتضى "١/ ٥٧، ١٠٥/ ٢٠١، ٣٢٧، ٥٥٩".
٢ الحيرة "ص ٤٧".
٣ مروج "٢/ ٢٤". "دار الرجاء".
٤ حمزة "٧٣"، المحبر "٣٥٩"، مفاتيح العلوم "ص ٦٩".
٥ حمزة "٧٣"، وجعل المسعودي مدة حكمه ثلاث سنين، مروج "٢/ ٢٤"، ابن الأثير "١/ ٢٠٠"، المعاني الكبير "٢/ ١١٨".
٦ John Of Ephesus: Eccl Histo, ٣٥٤, II, ٣, Cureton Ed ٦, Rothstein, S. ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>