للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان هو الذي يلي ما يكتب به إلى أرض العرب وخاصة الملك. ولما مضى وقت على زيد في هذه الوظيفة، وقع عند الملك بهذا الموقع مكانًا حسنًا، وتعالت منزلته عنده. ولما اطمأن إلى مركزه أخذ يدبر مكيدة الانتقام من النعمان قاتل أبيه حتى نجح في مسعاه، إذ قبض عليه كسرى فبعث به إلى سجن خانقين، فلم يزل في السجن حتى وقع الطاعون فمات فيه. وفي رواية أنه مات بساباط١. وقد رجح الطبري رواية خانقين، وأنه مات بسحق الفيلة به. وفي رواية أخرى أنه سجن في القطقطانه في البر٢. وهكذا نجد الرواة يذهبون جملة مذاهب في سجن النعمان.

والذين يروون أن حبس النعمان كان بساباط يستشهدون بشعر للأعشى جاء فيه:

فداك وما أنجى من الموت ربه

بساباط حتى مات وهو محرزق٣

وقد ذكر المسعودي قصة حبس النعمان ووفاته فقال: "وأمر كسرى النعمان فجلس في مجلسه بساباط المدائن، ثم أمر به فرمي تحت أرجل الفيلة، وقال بعضهم: بل مات في محبسه بساباط"٤، مما يدل على أنه وفاته كانت في المدائن.

وفي رواية سريانية أن كسرى بعد أن قبض على النعمان بن المنذر وأولاده سقاهم سمًّا فماتوا، وعصى عندئذ العرب الفرس وأخذوا يهاجمونهم. فأرسل كسرى قائدًا سمته الرواية بـ "بولر" تولى أمر الحيرة، ولكنه لم يتمكن من ضبط أمورها، لشدة أهلها، فانصرف عنها وترك أمرها لمرزبان اسمه "رزوبى


١ البلدان "٧/ ١٢٥"، ابن الأثير "١/ ١٧٣"، "وهو ساباط كسرى بالمدائن، اللسان "٧/ ٣١١"، "سبط".
٢ البلدان "٧/ ١٢٥"، الأغاني "٢/ ٢٨"، نوادر المخطوطات، المجموعة الثالثة "٢٥١".
٣ الأغاني "٦/ ٦٥" "دار الكتب المصرية"، الكامل، لابن الأثير "١/ ١٨٥ وما بعدها"، مروج الذهب "٢/ ١٠٠ وما بعدها"، "هو ساباط كسرى بالمدائن، وبالعجمية بلاس آباد، وبلاس اسم رجل، ومنه قول الأعشى:
فأصبح لم يمنعه كيد وحيلة ... بساباط حتى مات وهو محرزق
يذكر النعمان بن المنذر وكان "أبرويز حبسه بساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة. وساباط: موضع، قال الأعشى:
هنالك ما أغنته عزة ملكه ... بساباط حتى مات وهو محرزق
اللسان "٧/ ٣١١"، "سبط".
٤ مروج "٢/ ٢٦"، "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد"، "ثم النعمان بن المنذر، وهو الذي قتله أبرويز تحت أرجل الفيلة، وهو آخر ملوك لخم". مفاتيح العلوم "٩٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>