للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد فيه ذكر القاء كسرى للنعمان تحت أرجل الفيلة١. ويتفق هذا الرأي مع رأي ابن الكلبي ويعارض رواية لحماد جاء فيها أنه مات بحبسه في ساباط٢.

وذكر أن هانئ بن مسعود الشيباني كان في جملة من رثى النعمان في شعر. وقد نعته بـ "ذي التاج"، ويفهم من رثائه له أن موته كانت تحت أرجل الفيلة، حيث داست على رأسه. وورد في شعر شعراء آخرين أن "فيول الهند" تخبطته وداست عليه٣.

وهناك قصيدة نسبها بعضهم إلى إلى زهير بن أبي سلمى، ونسبها آخرون إلى صرمة الأنصاري. ذكر فيها كيف ذهب النعمان –قبل ذهابه إلى كسرى- إلى من كان يحسن إليهم، ويغدق عليهم الألطاف، فلما غضب عليه كسرى لم يجره هؤلاء، ولم يساعدوه إلا ما كان من بني رواحة من عبس، فشكرهم النعمان وودعهم وأثنى عليهم، وقال لهم: لا طاقة لكم بجنود كسرى، فانصرفوا عنه٤.

وساباط: هو على ما يذكره أهل الأخبار، موضع بالمدائن، به كان حبس النعمان على رواية من صرح بأنه كان محبسه لا موضعًا آخر، ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة. وذكر "ابن الكلبي" أنه إنما سمي بساباط نسبة إلى "سابابط بن باما" أخي النخير جان الذي لقي المسلمين في أهل المدائن٥.

ويظهر من شعر "للأعشى" أن "كسرى" أمر بالنعمان فحبس بـ "ساباط" ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات. يقول الأعشى:

هو المدخل النعمان بيتًا سماؤه ... نحور الفيول بعد بيت مسردق٦

وللبيد بن ربيعة العامري قصيدة نظمها في رثاء النعمان. من أبياتها:

له الملك في ضاحي معد وأسلمت ... إليه العباد كلها ما يحاول


١ شعراء النصرانية "ص ٤٩١".
٢ شعراء النصرانية "ص ٤٦٤".
٣ مروج الذهب "٢/ ١٠١".
٤ شعراء النصرانية "ص ٥٨٤"، الكامل، لابن الأثير "٦/ ٢٨٧" "الطباعة المنيرية"، مروج الذهب "٢/ ١٠١".
٥ ديوان الأعشى، قصيدة ٢٦، "ص١٢٨"، اللسان، "٧/ ٣٠٨" بيروت ١٩٥٦م، البلدان "٣/ ١٦٦"، دائرة المعارف الإسلامية، لمحمد فريد وجدي "٧/ ٢٤".
٦ المعارف "ص ٦٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>