للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يمينًا بذات الودع لو حدثت ... فيكم، وقابل قبر الماجد الزارا

وقد علق "ابن قتيبة الدينوري" عليه بقوله: "ذات الودع. صنم كان بالحيرة، ويقال: بل هي الإبل التي تسير إلى مكة، يعلق عليها الودع، ويقال: إن مكة، يقال لها: ذات الودع. وواجه قبر النعمان الزار، وهي الأجمة، أي: دفن حذاءها١".

إذن لبؤتم بجمع لاكفاء له ... أوتاد ملك تليد، جده بارا

قال: "أي لو مات لغزتكم الجيوش، فأقررتم، أو رجعتم بجيش لا مثيل له، أوتادًا لملك قديم قد سقط جده، أي: صرتم كذلك. وهو منصوب على الحال، ولا يجوز أن يكون منصوبًا على النداء؛ لأنه لا يجوز أن يدعوهم بذلك والنعمان لم يمت"٢.

وذكر أن ملك النعمان بلغ اثنتين وعشرين سنة. وعلى رأس ثلاث سنين وثمانية أشهر مضت من ملكه، كان الفجار الأكبر، فجار البراض، وهو لتمام عشرين سنة من مولد الرسول، ولثماني عشرة سنة وثمانية أشهر مضت من ملك النعمان بنيت الكعبة وذلك لإحدى عشرة سنة مضت من ملك أبرويز كسرى بن هرمز٣.

ولا نعلم عن أعمال النعمان الحربية في بلاد الشأم شيئًا يذكر. وقد ذكر حمزة أنه غزا "قرقيسياء" "Circesium"، ولكنه لم يعين تأريخ وقوعها، ويقصد بذلك بالطبع غارة أغارها على أرض الروم٤. ولم ينسب غيره من المؤرخين العرب أو السريان إليه حروبًا أخرى أجج نارها في بلاد الشأم.


١ المعاني الكبير "٢/ ٨٣٨"، "والودع: وثن. وذات الودع: وثن أيضًا. وذات الودع: سفينة نوح، عليه السلام، كانت العرب تقسم بها فتقول: بذات الودع، قال عدي بن زيد العبادي:
كلا يمينا بذات الودع لو حدثت ... فيكم وقابل القبر الماجد الزارا
يريد سفينة نوح عليه السلام يحلف بها ويعني بالماجد النعمان بن المنذر، والزار أراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مرض هناك، وقال أبو نصر: ذات الودع مكة؛ لأنها كان يعلق عليها في ستورها الودع، ويقال: أراد بذات الودع الأوثان". اللسان "٨/ ٣٨٧".
٢ المعاني الكبير "٢/ ٨٣٨".
٣ المحبر "٣٦٠"، حمزة "٧٤"، مروج الذهب "٢/ ٢٤".
٤ حمزة "ص ٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>