للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد في حديث الطبري عن قصة سجن النعمان لعدي ما يفيد أن النعمان خرج يريد البحرين، فأقبل رجل من غسان، فأصاب في الحيرة ما أحب وقد قيل: إن هذا الرجل هو "جفنة بن النعمان الجفني"١. ولعل هذه الغارة هي واحدة من جملة غارات قام بها الغساسنة على الحيرة. وفي شعر النابغة الذبياني إشارات إلى أمثال هذه الغارات٢. ويفيد خبر رواه المؤرخ "ثيوفلكتس" "Theophylaktus" أن عرب الروم أغاروا على عرب الفرس حوالي سنة "٦٠٠م"، أي في أثناء الصلح الذي عقد بين الروم والفرس٣.

وقد ذكر "الطبري" أن هذه الغزوة كانت في أيام وجود عدي بن زيد في سجنه فلما سمع عدي بها قال:

سما صقر فأشعل جانبيها ... والهاك المروح والغريب٤

وقد ورد اسم "السيلحون" في جملة المواضع التي كان يجيبها النعمان، وذلك في شعر لأعشى قيس٥. ويقع السيلحون في البرية بين الكوفة والقادسية، كما ورد اسم هذا الموضع في شعر لهانئ بن مسعود الشيباني يرثي فيه النعمان ويذكر قتل كسرى إياه٦. ويظهر أنه كان من جملة المسالح التي تحمي الحدود من البادية. والمسالح هي مواضع في الثغور يوضع فيها الجنود والمسلحون لحماية الحدود من الأعداء٧.

ولم يكن النصر حليف النعمان في اليوم المعروف بيوم الطخفة "يوم طخفة"، وهو يوم نسبه بعض الأخباريين أيضًا إلى قابوس بن المنذر بن ماء السماء. كما نسبه


١ الطبري "٢/ ١٤٨".
٢ ديوان النابغة "٢٧، ٣٥" "طبعة Rothstein. S. ١١٢. Ahiwardt
٣ Theophylaktus. VIII. I. Noldeke. Ghass. S. ٣٩ Rothstein, S. ١١٢.
٤ الطبري "٢/ ١٩٨" "دار المعارف".
٥
ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بأمته يعطي القطوط ويأفق
وتجبى إليه السيلحون ودونها ... صريفون في أنهارها والخورنق
شعراء النصرانية "ص ٣٨٣"، البكري، معجم "٣/ ٧٧٢"، تاج العروس "٩/ ٢٣١"، مراصد "٢/ ٧٦٧".
٦ البلدان "٥/ ١٩٦".
٧ البلدان "٥/ ١٩٨" وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>