للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض آخر إلى المنذر بن ماء السماء. وخلاصة الحادث: إن حاجب بن زرارة الدارمي التميمي سأل النعمان أن يجعل الردافة للحارث بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع الدارمي التميمي. وكانت لبني يربوع، يتوارثونها صغيرًا عن كبير، وكان الرديف يجلس عن يمين الملك. فلما سأل النعمان موافقتهم على نقل الردافة منهم، أبوا ذلك، لما لها من منزلة ومكانة، فبعث إليهم قابوسًا ابنه وحسان أخاه على رأس جيش كثيف فيهم الصنائع والوضائع وناس من تميم وغيرهم، فساروا حتى أتوا طخفة، فالتقوا هم ويربوع واقتتلوا، وصبرت يربوع وانهزمت جموع النعمان، وأخذ قابوس وحسان أسيرين. فلما بلغ خبر هذه الهزيمة سمع النعمان طلب من أحد بني يربوع –وهو شهاب بن قيس بن كياس اليربوعي- أن يذهب عاجلًا إلى بني يربوع ليفك أسر ابنه وأخيه مقابل إعادة الردافة إليهم وأداء دية الملوك وهي ألف بعير للرجل الواحد. وبذلك صالح مرغمًا "بني يربوع". وهذا اليوم من الأيام التي يفاخر بها أبناء يربوع. وقد ورد ذكره في شعر مالك بن نويرة١ والأحوص٢ وجرير٣.

ويذكر أهل الأخبار أن "النعمان بن المنذر" طلب "مالك بن نويرة"، وكان قد أراد استرضاءه، وهو من "بني يربوع"، فأبى، وهرب منه، وقال فيه شعرًا يهجوه، منه:

لن يذهب اللؤم تاج قد حييت به ... من الزبرجد والياقوت والذهب٤

ويدل ذلك على أن "النعمان"، كان يتوج رأسه بتاج، فيه ذهب وأحجار كريمة.

وكان "مالك بن نويرة اليربوعي" من "بني تميم"؛ لأن "بني يربوع" منهم، وقد لقب بـ "الجفول". وهو شاعر شريف، وأحد فرسان بني يربوع ورجالهم المعدودين في الجاهلية، ومن أرداف الملوك، أي ملوك الحيرة. وقد أدرك الرسول، فأسلم، وعينه على صدقات قومه فلما بلغ وفاة الرسول، أمسك


١ ابن الأثير، الكامل "٢/ ٢٧٢ وما بعدها"، العقد الفريد "٣/ ١٠٢".
٢ البلدان "٣/ ٥١٨".
٣ البكري "١/ ٤٥٢".
٤ الجواليقي "ص ٣٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>