للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو البراء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ملاعب الأسنة، وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، لقضاء بعض حوائج لهم، فوجدوا عنده "الربيع بن زياد العبسي"، وكان يسمى الكامل، يأكل مع النعمان تمرًا مع زبد، وكان ينادمه ومعه رجل من أهل الشأم، يقال له "سرجون بن توفل" "نوفل"، وكان حريفًا للنعمان، من "الربيع" ومعهما "النطاسي" وهو طبيب كان له، ومن ندمائه، فنظم "لبيد" أبياتًا نابية منفرة في "الربيع بن زياد"، جعلت "النعمان" يعاف من مؤاكلته فتركه١. ولما كتب "الربيع بن زياد" إلى النعمان في ذلك، كتب النعمان إليه: "إنك لست قادرًا على رد ما تكلمت به الألسن، فالحق بأهلك"، ثم كتب إليه شعرًا، كان مما جاء فيه:

قد قيل ما قيل إن حقًّا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا٢

ويقال إن "النعمان بن المنذر"، نظر إلى "شبق بن ضمرة"، المعروف بـ "ضمرة بن ضمرة"، وهو من رجال "بني تميم" في الجاهلية، وله لسان وبيان وكلام، فقال "تسمع بالمعيدي لا أن تراه" "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه". فقال "ضمرة". "أبيت اللعن، إن الرجال لا تكال بالقفزان، ولا توزن بالميزان". واليمانية تجعل هذا للصقعب النهدي، سيد بني نهد، الذي أخذ مرباعهم دهرًا.

وإلى النعمان هذا نسب بعض الأخباريين قتل عبيد بن الأبرص، وذلك لظهروه في يوم بؤس النعمان٣. وقد عد يوم عبيد من أيام الشؤم، وضرب به المثل فقيل "يوم عبيد". وإلى النعمان هذا نسب بعض الأخباريين قتل "عمرو بن مسعود" وخالد بن نضلة"، وقد استولوا عليه بشعر لبرة بن عمرو الأسدي٤.


١ الفاخر "ص١٤١ وما بعدها"، الأغاني "١٦/ ٢٢"، نزهة الجليس "٢/ ٥٠٧" وما بعدها".
٢ نزهة الجليس "٢/ ٥٠٩ وما بعدها"، أمالي المرتضى "١/ ١٨٩ وما بعدها".
٣ حمزة "ص٧٣"، مجاني الأدب "٣/ ٣٠٩"، شعراء النصرانية "ص ٦٠٠".
٤ قال أبو تمام:
من بعد ما ظن الأعادي أنه ... سيكون لي يوم كيوم عبيد
شعراء النصرانية "٦٠٢"، اللسان: "٤/ ٢٦٧"، "خ ي ر".

<<  <  ج: ص:  >  >>