للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مع كسرى وعمرو واسمه سمي، ولهم أخ من أمهم يدعى بن حنظلة، وهو من "طيء"١.

وكان أيوب جد عدي من أهل اليمامة على رواية الأخباريين، كان يقيم في بني امرئ القيس بن زيد مناة، ولكنه اضطر إلى ترك اليمامة والهجرة إلى الحيرة لإصابته دمًا، فخاف على نفسه من القتل، والتجأ إلى أوس بن قلام، وكان بينه وبين أوس نسب في النساء. فلما قدم أيوب الحيرة، نزل في دار أوس، وأقام عنده أمدًا. ثم أقام في دار أخرى بعد أن حباه أوس وأكرمه، وصار له شأن في البلد ومقام. فاتصل بالملوك وتقرب إليهم وغدا من علية القوم٢.

وصار لزيد بن أيوب شأن يذكر في البدل، وتزوج امرأة من آل قلام ولدت له ولدًا دعاه حمادًا. وبينما كان زيد يتصيد في البادية، اصطاده رجل من بني امرئ القيس، فقتله بسهم أخذًا لثأر قومه من أبيه أيوب. وعلم حماد "حماز" الكتابة والقراءة، فكان أول من كتب من بني أيوب في رواية الأخباريين، وغدا من أكتب الناس في الحيرة، ولذلك اختير كاتبًا لملك الحيرة، واتصل بكبار الفرس ومنهم "فروخ ماهان" الذي تكفل زيد بن حماد بعد وفاته، ورباه مع أبنائه. ثم أوصله إلى كسرى أنو شروان فجعله على البريد، لما تبين له من ذكاء زيد وقدرته في العربية والفارسية وهي وظيفة لم تكن تعطى لغير أبناء الفرس٣.

وتزوج زيد امرأة من طيء ولدت له عديًّا، وقد ربي هذا تربية طيبة، فأرسل إلى الكتاب، فلما حذق ومهر فنه بالعربية، أرسل إلى كتاب الفارسية. فتعلم مع أولاد المرازبة ومنهم شاهان مرد الفارسية حتى صار من الحاذقين بها العارفين بفنونها، ثم تعلم الرماية ولعب الصولجان، واتصل بكبار الفرس. وقد ساعده مركزه هذا على التقرب من آل لخم. وإلى "زيد بن حماد" أو كل


١ الطبري "٢/ ١٤٦"، الأغاني "٢/ ١٠٥" "دار الكتب المصرية".
٢ الأغاني "٢/ ٨٩" "دار الكتب"، شعراء النصرانية "ص٤٣٩"، طبقات ابن سلام "٣١"، الشعر والشعراء "١١١"، رسالة الغفران "١٤٦، ١٤٧، ١٨٥، ١٨٦، ١٩٠، ١٩٧، ٦٠٦".
٣ الأغاني "٢/ ٩٦ وما بعدها" "دار الكتب المصرية"، شعراء النصرانية "١/ ٤٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>