للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية بن ثور" فملك عشرين سنة، ثم ملك ابنه ثور، ثم ابنه معاوية بن ثور، ثم الحارث بن معاوية، وكان ملكه أربعين سنة، ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة، وملك بعده حجر بن عمرو المعروف بـ"آكل المرار" الشهير الذي حالف بين كندة وربيعة بالذنائب وتولى الملك١ فهؤلاء إذن هم أسلاف "حجر بن عمرو"، حكموا كندة ومعدًا على رأي اليعقوبي قبل حجر بسنين.

وفي رواية لابن الكلبي أن "أول من أنسأ الشهور من مضر مالك بن كنانة، وذلك أن مالك بن كنانة نكح إلى معاوية بن ثور الكندي، وهو يومئذ في كندة، وكانت النسأة قبل ذلك في كندة؛ لأنهم كانوا قبل ذلك ملوك العرب من ربيعة ومضر، وكانت كندة من أرداف المقاول"٢. وتدل هذه الرواية على أن هذه القبيلة كانت على اتصال وثيق بالقبائل المنتسبة إلى معد، وربما كان اتصالها هذا أوثق وأقوى من اتصالها بقبائل قحطان، مع أن النسابين يعدونها من قبائل قحطان.

وأقدم رجل في كندة تحدث عنه الأخباريون بشيء من التفصيل والوضوح، هو "حجر" الملقب بـ"آكل المرار"٣، وهو ينسب إلى "عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتفع بن معاوية" على رواية٤، وإلى "عمرو بن معاوية بن الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن كندة" على رواية أخرى٥.


١ "الذئاب"، الصفة "ص١٢٣، ١٤٦، ١٧١، ١٧٣، ١٨٢، ٢٠٩"، البلدان "٤/ ١٩٧ وما بعدها" اليعقوبي "١/ ١٧٦ وما بعدها"، "طبعة النجف".
٢ الأزرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار "١/ ١١٨" "المطبعة الماجدية بمكة سنة ١٣٥٢".
٣ المرار: عشب مر إذا أكلته الإبل قلصت عنها مشافرها فبدت أسنانها، قيل سمي حجر آكل المرار لكشر كان به. وقيل لأن ابنه له سباها ملك من ملوك سليح يقال له "زياد بن هبولة" من الضجاعة، فقالت له ابنة حجر: كأنك بأبي قد جاء كأنه جمل أكل المرار. تعني كاشرًا عن أنيابه، وقيل: إنه كان في نفر من أصحابه في سفر. فأصابهم الجوع، فأما هو فأكل المرار حتى شبع، فعرف بآكل المرار. وهناك روايات أخرى في هذا المعنى. راجع: اليعقوبي "١/ ١٧٧" أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر "١/ ٧٤" شرح ديوان امرئ القيس ومعه أخبار المراقسة وأشعارهم في الجاهلية وصدر الإسلام "ص٦" لحسن السندوبي، اللسان "٤/ ١٧١".
٤ حمزة "ص٩٢".
٥ ابن خلدون "٢/٢٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>