للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورويت روايات أخرى تختلف عن هذه السلسلة بعض الاختلاف١. وذكر أنه كان أخًا لـ"حسان بن تبع" لأمه. فلما دوخ "حسان" بلاد العرب، وسار في الحجاز، وهم بالانصراف، ولَّى أخاه "حجرًا" على "معد بن عدنان" كلها، فدانوا له، وسار فيهم أحسن سيرة٢.

وفي رواية أخرى من روايات الأخباريين أن التبايعة كانوا يصاهرون "بني معاوية بن عنزة" من كندة، وكانوا يملكون في "دمون"، ويولونهم على "بني معد بن عدنان" بالحجاز، فكان أول من ولي منهم "حجر آكل المرار"، ولَّاه "تبع بن كرب" الذي كسا الكعبة، وولى بعده ابنه "عمرو بن حجر"٣.

فيفهم من هذه الرواية أن "بني معد" كانوا أتباعًا للتبابعة يعينون عليهم من يشاءون من الناس.

وفي رواية ترجع إلى ابن الكلبي، مفادها أن تبعًا المعروف بـ"أبي كرب" حين أقبل سائرًا إلى العراق نزل بأرض معد، فاستعمل عليها "حجرًا آكل المرار"، ومضى لوجهه. فلما هلك، بقي حجر لحسن سيرته مطاعًا في مملكته. وملك الشأم يومئذ "زياد بن الهبولة السليحي" والملك الأعظم في بني جفنة، وزياد كالمتغلب على بعض الأطراف، فقتله حجر. وقد بقي حجر حتى خرف، وله من الولد: عمرو ومعاوية٤.

فيظهر من الرواية المتقدمة أن حجرًا كان معاصرًا لـ"زياد بن الهبولة السليحي" وهو ملك عرب الشأم يومئذ، ويذكر حمزة أن "حجرًا "قتله٥.

وفي رواية أخرى أن حجرًا هو أول ملوك كندة. وكانت كندة قبل أن يملك حجر عليها بغير ملك، فأكل القوي الضعيف، فلما ملك حجر سدد أموالها وساسها أحسن سياسة، وانتزع من اللخميين ما كان بأيديهم من أرض "بكر بن وائل". وبقي حجر كذلك حتى مات٦. فـ"حجر" على هذه الرواية


١ الأغاني "١٥/ ٨٢".
٢ ابن خلدون "٢/ ٢٧٣"، ابن قتيبة: المعارف "ص٣٠٨".
٣ ابن خلدون "٢/ ٢٧٦".
٤ حمزة "ص٩٢"، ابن خلدون "٢/ ٢٧٣" الأغاني "١٥/ ٨٢" المحبر "ص٣٦٨ وما بعدها".
٥ حمزة "ص٩٢".
٦ أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر "١/ ٧٤" "المطبعة الحسينية".

<<  <  ج: ص:  >  >>