للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل عند المعلي بن تيم الذي مدحه شاعرنا، فأقام عنده، واتخذ إبلًا، ثم خرج فنزل بعامر بن جوين على نحو ما ذكرت١.

ويذكر الأخباريون أن "عمرو بن قميئة" كان قد رافق "امرأ القيس" في سفره إلى "القسطنطينية" وقد أشير إليه في شعر "امرئ القيس" كذلك.

ويذكرون أنه كان من قدماء الشعراء في الجاهلية "وأنه أول من قال الشعر من نزار، وهو أقدم من امرئ القيس، ولقبه امرؤ القيس في آخر عمره، فأخرجه معه إلى قيصر لما توجه إليه، فمات معه في طريقه، وسمته العرب: عمرًا الضائع لموته في غربة وفي غير أرب ولا مطلب"٢ بل روي أنه كان من أشعر الناس٣. وأنه كان من خدم والد امرئ القيس، وأنه بكى وقال لامرئ القيس غررت بنا، فأنشأ امرؤ القيس شعرًا فيه٤.

أما خبر "امرئ القيس" مع الغساسنة في طريقه إلى قيصر، فلا نعلم منه شيئًا، وليس في شعره ما يشير إلى أنه ذهب إليهم رجاء التوسط في الوصول إليه.

ويظهر من شعر لامرئ القيس، أنه سلك طريق الشأم في طريقه إلى "قيصر" وأنه مر بـ"حوران"٥ وبعلبك وحمص وحماة وشيزر٦. أما ما بعد ذلك حتى عاصمة الروم، فلا نعرف من أمره شيئًا.

ويقول الرواة أن قيصر أكرم امرأ القيس، وصارت له منزلة عنده، وأنه دخل معه الحمام، وأن ابنته نظرت إليه فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وأنه


١ الأغاني "٨/ ٦٨".
٢ الأغاني "١٦/ ١٥٨ وما بعدها".
٣ الأغاني "١٦/ ١٥٩".
٤ "ثم سار ومعه عمرو بن قميئة أحد بني قيس بن ثعلبة وكان من خدمة أبيه. فبكى ابن قميئة، وقال: غررت بنا، فأنشأ امرؤ القيس يقول:
بكي صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا
الشعر والشعراء "ص٤٥ وما بعدها"، "طبعة ليدن"، أمالي الشريف المرتضى "١/ ٦٢٩".
٥
فلما بدت حوران والآل دونها ... نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا
سندوبي "ص٧٠"
٦
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ... ولابن جريج في قرى حمص أنكرا
سندوبي "ص٧٠"
"ابن جريج"، OLINDER, P. ١١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>