للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نادمه، واستمده فوعده ذلك وفي هذه القصة يقول:

ونادمت قيصر في ملكه ... فأوجهني وركبت البريدا١

ويذكرون أن "القيصر" أنجد "امرأ القيس" وأمده بجند كثيف فيه جماعة من أبناء الملوك، ولكن رجلًا من بني أسد اسمه "الطماح" كان امرؤ القيس قد قتل أخًا له، لحق بامرئ القيس، وأقام مستخفيًا، فلما ارتحل "امرؤ القيس" اتصل بجماعة من أصحابه، اتصلوا بقيصر، وقالوا له: "إن العرب قوم غدر ولا نأمن أن يظفر بما يريد، ثم يغزوك بمن بعثت معه". وفي رواية لابن الكلبي أنه ذهب إلى قيصر، وقال له: إن امرأ القيس غوي عاهر، وإنه لما انصرف عنك بالجيش ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها، وهو قائل في ذلك أشعارًا يشهر بها في العرب فيفضحها ويفضحك. فبعث إليه حينئذ بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب، وقال له: إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك، فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة، واكتب إليَّ بخبرك من مزل منزل. فلما وصلت إليه لبسها، واشتد سروره بها، فأسرع فيه السم، وسقط جلده، فلذلك سمي "ذا القروح" ويستشهدون على قولهم هذا بشعر امرئ القيس٢.

ويذكر بعضهم أن امرأ القيس كان مصابًا بداء قديم، وقد عاوده في ديار الروم، وهو عائد إلى دياره، فلما وصل إلى "أنقرة"، اشتد عليه المرض، فمات هناك. وأنه رأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك، فدفنت في سفح جبل يقال له "عسيب"، فسأل عنها فأخبر بقصتها، فقال في ذلك شعرًا.


١ الأغاني "٨/ ٧٠"، الشعر والشعراء "ص٤٦"، "ليدن"، أمالي المرتضى "١/ ٥١٩".
٢ ابن قتيبة "ص٣٣"
Olinder, P. III, FR. Ruckert, Amrllkais der Dichter und Konig, Hannover ١٩٢٤
الأغاني "٨/ ٧٠ ما بعدها"، "الطماح بن قيس الأسدي"، الشعر والشعراء "١/ ٥٠ وما بعدها" "دار الثقافة، بيروت ١٩٦٤"، "ص٤٦"، "ليدن".
قوله:
وَبُدِّلتُ قَرحًا دامِيًا بَعدَ صِحَّةٍ ... فَيا لَكِ مِن نُعمى تَحَوَّل أَبؤُسا
الشعر والشعراء "ص٤٧"، "ليدن".

<<  <  ج: ص:  >  >>