للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد فيه اسم ولدين للسموءل، هما: "حوط" و"منذر"١. ولم يذكر الأخباريون اسم الولد الذي زعم أن "الحارث بن أبي شمر" أو "الحارث بن ظالم" قتله لرفض "السموءل" دفع أدرع الكندي إليه، على نحو ما يذكره الرواة في قصة الوفاء. ونجد مضمون هذه القصة في قصيدة الأعشى الرائية الموجودة في ديوانه. وهي قصيدة تتألف من واحد وعشرين بيتًا، يروي الرواة أنه قالها مستجيرًا بـ"شريح بن السموءل" ليفكه من الأسر. وكان الأعشى على ما يقوله الرواة قد هجا رجلًا من "كلب"، فظفر به الكلبي وأسره، وهو لا يعرفه، فنزل بشريح بن السموءل وأحسن ضيافته، ومر بالأسرى، فناداه الأعشى بهذه القصيدة، فجاء شريح إلى "الكلبي"، وتوسل إليه بأنه يهبه، فوهبه إياه، فأطلقه، وقال له: أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك، فقال له "الأعشى": "إن تمام إحسانك إلى أن تعطيني ناقة ناجية، وتخليني الساعة، فأعطاه ناقة ناجية، فركبها ومضى من ساعته. وبلغ "الكلبي" أن الذي وهبه لشريح "الأعشى"، فأرسل إلى شريح ابعث إليَّ الأسير الذي وهبت لك حتى أحبوه، فقال: قد مضى، فأرسل الكلبي في أثره، فلم يلحقه"٢.

وروى "ابن قتيبة" القصة المتقدمة على هذا النحو: "قال أبو عبيدة: أسر رجل من كلب الأعشى فكتمه نفسه وحبسه، واجتمع عند "الكلبي" شرب فيهم "شريح بن عمرو والكلبي"، فعرف الأعشى. فقال للكلبي: من هذا؟ فقال خشاش التقطته. قال: ما ترجو به ولا فداء له! خل عنه. فخلى عنه. فأطعمه شريح وسقاه. فلما أخذ منه الشراب سمعه يترنم بهجاء الكلبي، فأراد استرجاعه. فقال الأعشى:

شُرَيحُ لا تَترُكَنّي بَعدَما عَلِقَت ... حِبالَكَ اليَومَ بَعدَ القِدِّ أَظفاري

كُن كَالسَمَوَءَلِ إِذ طَافَ الهُمامُ بِه ... في جَحفَلٍ كَهزيع اللَيلِ جَرّارِ

بِالأَبلَقِ الفَردِ مِن تَيماءَ مَنزِلُهُ ... حِصنٌ حَصينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ٣


١ المشرق، السنة الثانية عشرة، ١٩٠٩م، العدد ٣ آذار، "ص١٦٣".
٢ الأغاني "١٩/ ٩٩ وما بعدها"، ديوان الأعشى "ص١٢٦ وما بعدها"، "تحقيق رودلف كاير"، "لندن ١٩٢٨م"، ديوان الأعشى الكبير "ص١٧٩"، "تحقيق الدكتور م. محمد حسين".
٣ الشعر والشعراء "ص١٣٩"، "الأعشى ميمون بن قيس".

<<  <  ج: ص:  >  >>