للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الرجل المجير "شريح بن عمرو الكلبي"، أي من العشيرة التي أسر أحد رجالها الأعشى، ولم يجعله ابنًا من أبناء السموءل.

وجاء نسب "شريح" في شرح "أبي العباس ثعلب" على ديوان الأعشى على هذا الشكل: "شريح بن حصن بن عمران بن السموءل بن حيا بن عاديا"١، فصار "السموءل" جدًّا من أجداد "شريح" لا والدًا له.

وقد اختلف الأخباريون في الرجل الذي طالب السموءل بتأدية سلاح "امرئ القيس" إليه، فزعم بعضهم أنه "الحارث بن أبي شمر الغساني"٢. وزعم بعض آخر أنه "الحارث بن ظالم" في بعض غاراته بالأبلق، وزعم آخرون أنه "المنذر" ملك الحيرة، وجه بـ"الحارث بن ظالم" في خيل، وأمره بأخذ مال امرئ القيس من السموءل، وزعم أنه "الأبرد" وهو الملك الغساني.

وكان الحارث بن أبي شمس لما قتل المنذر بعين أباغ، وجه ابن عمه الأبرد، فجعله بين العراق والشام. فلما سمع الأبرد بهلاك امرئ القيس، طالب السموءل بدفع الدروع إليه، فامتنع، فذبح ابنه وهو يراه. ولم يصرح بعضهم باسم الملك الذي طالب بتأدية الدروع، إنما ذكروا أنه كان بعض ملوك الشأم٣.

وإذا تتبعنا الروايات الواردة في قصة وفاء السموءل، وذبح ابنه، وامتناعه عن تأدية الأمانة المودعة لديه، نجد أنها ترجع إلى موردين: قصة "دارم بن عقال" وشعر الأعشى. ويلاحظ أن في شعر الأعشى كثيرًا من أخبار السموءل، ومن شعره أخذ الأخباريون "تيماء اليهودي"، وهذه ملاحظة تستحق الدرس٤. ويفهم منه أن الأعشى كان ممن يرتادون حصن السموءل. أما "دارم بن عقال"، فهو من ولد السموءل. وهو راوي خبر قصة الوفاء، والأشعار المنسوبة إلى امرئ القيس المتعلقة بهذا الموضوع. وقد أشار إلى ذلك مؤلف كتاب "الأغاني" في أثناء كلامه على قصيدة نسبت إلى "امرئ القيس" ابتداؤها:

طرقتك هند بعد طول تجنب ... وهنا ولم تك قبل ذلك تطرق


١ ديوان الأعشى "١٢٥"، "تحقيق كاير".
٢ طبقات فحول الشعراء "٢٣٥"، الأغاني "١٩/ ٩٩".
٣ الأغاني "١٩/ ٩٩"، ديوان الأعشى "١٢٦"، "كاير"، المحبر "٣٤٩".
٤ البلدان "٣/٤٤٢"، الحيوان للجاحظ "٦/ ١٨٨"، المشرق، الجزء المذكور "ص١٦٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>