للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوفود التي قدمت المدينة لمبايعة الرسول في السنة العاشرة من الهجرة. وكان قد رأسه "الأشعث بن قيس الكندي". "دخلوا على رسول الله مسجده، وقد رجلوا أجممهم، وتكحلوا، عليهم جبب الحيرة، قد كففوها بالحرير"، ثم قال الأشعث: "يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار. وأنت ابن آكل المرار"، يفتخر بجده "آكل المرار"، وبـ "أن كندة كانت ملوكًا"١.

وقد عرف جد "الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية"، بمعاوية الأكرمين، وإنما سمي معاوية الأكرمين لأنه ليس في آبائه إلا ملك أو رئيس. وكان كريم الطرفين، وقد ذكره "الأعشى" في شعر له. وكان أحد ملوك كندة بحضرموت٢.

وكان "مخوص" "مخوس" ومشرح وجمد وأبضعة بنو معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية من سادات كندة عند ظهور الإسلام. وقد لقب كل واحد منهم نفسه بلقب "ملك"، واختص كل واحد منهم بواد ملكه.

وقد نزلوا المحاجر، وهي أحماء حموها، وقد عرف هؤلاء بالملوك الأربعة من "بني عمرو بن معاوية"، وقد لعنهم النبي٣. وقتلوا في الردة٤.

ويرجع النسابون نسب كندة إلى جد أعلى قالوا له "عفير بن عدي" وهو والد "ثور". و"ثور" هو كندة٥. وولد "كندة" معاوية بن كندة وأشرس، وأمهما هي رملة بنت أسد بن ربيعة بن نزار٦. ويمثل هذا النسب صلة كندة بقبائل معد، وارتباط تأريخها بها، وتملكها عليها قبل الإسلام بزمن. وهو تملك جعل "كندة" تفتخر به، حتى صارت تدعو نفسها: "كندة الملوك".

ويذكر "الهمداني"، أن الشاعر "امرؤ القيس"، كان يفتخر ويقول:

لا ينكر الناس منَّا يوم نملكهم ... كانوا عبيدًا وكنا نحن أربابًا٧


١ الطبري "٣/ ١٣٨ وما بعدها"، "قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة".
٢ الأكليل "١/ ٩٠".
٣ ابن الأثير "٢/ ١٥٨ وما بعدها"، البلدان "٣/ ٢٩٤"، "حضرموت"، ابن خلدون "٢/ ٥٦"، القسم الثاني: الوفود.
٤ الاشتقاق "٢٢٠".
٥ الإكليل "١/ ١٤٦".
٦ الإكليل "١/ ١٤٥".
٧ الإكليل "١/ ١٤٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>