للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "يوحنا". ثم كلف مرة ثانية في عهد "يوسطنيانوس" "justinianus" سفارة أخرى لدى قيس، لعقد معاهدة معه، وقد تمكن من ذلك، وعاد ومعه أحد أبناء "قيس" واسمه "معاوية" "mauias" ليكون رهينة في "بوزنطية" عند "يوسطنيانوس"، وكلف "إبراهيم" مرة أخرى أن يذهب إلى "قيس" بمهمة سياسية أخرى، فذهب إليه وأقنعه بالقدوم إلى "بوزنطية"، فقسم ولايته على القبائل بين أخوين "يزيد" "jezidos" و"aumros" "عمرو"، ونال من الإمبراطور ولاية "فلسطين"، وجاء معه بعدد لا يحصى من مرءوسيه١.

وقد ذكر "ملخوس الفيلادلفي" "malchus of philadelphia" اسم عامل عربي سماه "amorkesos" أي "امرؤ القيس". كان كما قال رئيسًا على بطن من بطون الأعراب "sareceni" هو بطن "nokalian" "nokhalian".

وذكر أن "بطرس" "peter" أسقف أهل الوبر "saraceni" ذهب في عام "٤٧٣" للميلاد إلى القسطنطينية ليطلب من القيصر "ليون" "leo" أن يمنح هذا الرئيس. درجة "عامل" "phylarchus" "فيلارخ" على العرب المقيمين في العربية الحجرية.

وكان هذا الرئيس يقيم مع قبيلته في الأصل كما ذكر "ملخوس" في الأرضين الخاضعة لنفوذ الفرس، ثم ارتحل عنها ونزل في أرضين قريبة من حدود الفرس وأخذ يغزو منها حدود الساسانيين، والقبائل العربية المقيمة في الأرضين الخاضعة للروم. فتمكن بذلك من بسط نفوذه وسلطانه على القبائل حتى بلغ ساحل البحر الأحمر، واستولى على جزيرة "إيوتابا" "iotabe"، وهي جزيرة مهمة كان الروم ينزلون فيها لجمع الضرائب من المراكب الذاهبة إلى المناطق الحارة أو الآيبة منها، فتصيب الحكومة أرباحًا عظيمة جدًّا. فلما استولى على تلك الجزيرة، صار يجيبها لنفسه، حتى صار غنيًّا جدًّا. كذلك حصل على ثروة عظيمة من الغنائم التي حصل عليها من غزوه للمواضع المجاورة لهذه الجزيرة والواقعة في العربية الحجرية وأعالي الحجاز٢


١ المشرق، السنة الثامنة، العدد ٢١، ١ تشرين الثاني - سنة ١٩٠٥م، "ص١٠٠٥"، شيخو، النصرانية وآدابها، "القسم الثاني، الجزء الثاني" "ص٤٣٣ وما بعدها".
Migne, Patrol. Gree, Phot, Bibl. CIII, ٤٦-٤٧, Olinder, P. ١١٤
٢ Musil, Hegaz, P. ٣٠٨

<<  <  ج: ص:  >  >>