للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأراد "امرؤ القيس" "amorkesos"، بعد أن بلغ من النفوذ مبلغه، الاتصال بالروم، والتحالف معهم، والاعتراف به عاملًا رسميًّا على العرب الذين خضعوا له وعلى العرب المعترفين بسلطان الروم عليهم. ولذلك أرسل الأسقف "بطرس" أسقف قبيلته، ليكون رسوله إلى القيصر. وقد نجح هذا الأسقف في مهمته، وتوسط في دعوة "امرئ القيس" لزيارة القسطنطينية" فلما وصل إليها استقبل بها استقبالًا لائقًا ورحب به ترحيبًا حارًّا، ولا سيما بعد أن أعلن دخوله في النصرانية، فأنعم عليه القيصر بالهدايا والألطاف وعينه "عاملًا" "phylaechus" على تلك الجزيرة وعلى مواضع أخرى وعلى أعراب العربية الحجرية.

ثم عاد مكرمًا، بالرغم من أن معاهدة الصلح التي كانت بين الروم والفرس كانت قد حرمت دخول رؤساء الأعراب وقبائلهم النازحين من مناطق أحد الطرفين في أرضين الطرف الثاني١.

ويحتمل على رأي "إلويس موسل" أن يكون هذا الشيخ قد هاجر من "الوديان" و"الحجيرة" إلى "دومة الجندل" ومنها صار يغزو أعراب "العربية الحجرية"، والمناطق المجاورة لها من "فلسطين الثالثة" "palestina tertia" ويتوسع فيها حتى بلغ ساحل البحر، فتحكم في جزيرة "iotabe" المهمة التي كانت محطة تجارية خطيرة للاتجار مع الهند، وفي الطريق البري المهم الذي يربط ديار الشأم بالعربية الجنوبية، فحصل على سلطان واسع ونفوذ عظيم٢.

ولعل هذه الجزيرة هي جزيرة "ainu" التي ذكرها "بطلميوس"، أخذ تسميته هذه من "حينو" "حاينو" "hainu" الاسم الذي كانت تعرف به عند الأنباط٣. ويظن أنها جزيرة "تاران" "تيران". وذكر "ياقوت" أن سكانها قوم يعرفون بـ"بني جدان"٤.

ويحدثنا "ثيوفانس" أن هذه الجزيرة كانت في عام "٤٩٠" للميلاد في أيدي


١ Musil, Hegaz, P. ٣٠٦
٢ Musil, Hegaz, P. ٣٠٦
٣ Musil, Hegaz, P. ٣٠٧, Ptolemy, VI, ٧, ٤٣
٤ البلدان "٢/ ٣٥٢" Musil, hegaz. P. ٣٠٦

<<  <  ج: ص:  >  >>