للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الروم، استولى عليها حاكمهم "dux" على فلسطين بعد قتال شديد١. ويدل خبر هذا المؤرخ على أن الروم انتزعوا هذه الجزيرة من "امرئ القيس" أو من خلفائه بعد مدة ليست طويلة من استيلاء امرئ القيس عليها. ولعلهم استولوا عليها بعد وفاة هذا العامل على أثر نزاع وقع بين أولاده وورثته أضعف مركز الإمارة، فانتهز الروم هذه الفرصة وانتزعوا ما تمكنوا من انتزاعه من أملاك هذا الرئيس.

ويظن أن "nokalian" هو "النخيلة". و"النخيلة" موضع معروف قرب الكوفة على سمت الشام٢، وهو موضع ينطبق عليه ما ذكره "ملخوس" من أنه كان في أرض كانت تحت نفوذ الفرس.

وكان يحكم هذه المنطقة في أيام "يوسطنيانوس" "justinianus" "joustinianus" رئيس يدعى "أبو كرب" "abochorabus"، وكانت له واحة خصبة مزروعة بالنخيل، وهبها إلى القيصر. فقبلها منه، وعينه رئيسًا "phylarchus" على أعراب "saracens" فلسطين. فحمى له الحدود من غزو الأعراب، ومنع اعتداء القبائل في الداخل. وذكر "بروكوبيوس" أن هناك أعرابًا آخرين كانوا يجاورون أعراب هذا الرئيس، يدعون بـ"maddeni" أي "معد"، يحكمهم "homeritae" أي الحميريون٣. ويظهر من كلام هذا المؤرخ أن قبائل معد كانت في أيامه تابعة لحمير. ومعنى هذا أن نفوذهم كان قد أمتد في هذا العهد حتى بلغ أعالي الحجاز، وفي كلامه هذا تأييد لروايات الأخباريين الذين يتحدثون عن بلوغ التبايعة هذه الأماكن، وعن حروب وقعت بين العدنانيين والقحطانين.

وليس في الذي أورده "بروكوبيوس" أو "نونوسوس"، ما يثبت أن "قيسًا" هو "امرؤ القيس". ومجرد تشابه الاسمين لا يمكن أن يكون حجة على أنهما لمسمى واحد. ثم إن ما ذكره "نونوسوس" من أن "قيسًا" كان رئيسًا على قبيلتي "كندة" و"معد" لا يكون دليلًا على أنه كان حتمًا من "كندة" أو أنه كان حتمًا "امرأ القيس" الشاعر الذي يعرفه الأخباريون.

لذا فنحن لا نستطيع الجزم في الوقت الحاضر بتعيين هوية هذا الرئيس


١ Theophanes, chronographiq, P. ١٢١, Musil, Husil, Hegaz, P. ٣٠٧
٢ البلدان "٨/ ٢٧٦ وما بعدها". Blau., in zdmg , ٢٢, ١٨٦٨, s. ٥٧٨
٣ Procopius, De Bello Persico, I, ١٩, Musil, Hegaz, P. ٣٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>