للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قضى على "الضجاعمة"، وانتزع الملك من "سليح"، هو "ثعلبة" ابن عمرو بن المجالد بن عمرو بن عدي بن مازن بن الأزد١. ومن نسله كان ملوك غسان، فهو أذن "ثعلبة" المذكور.

ويظهر من روايات الأخباريين أن الغساسنة أخذوا الحكم بالقوة من أيدي عرب كانوا يحكمون هذه المنطقة قبلهم، ويدعون بـ"الضجاعمة"، وهم من "سليح بن حلوان"٢.

وبنو سليح، هم عرب ينسبهم النسابون إلى "سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة"٣. وقد نسبهم "ابن دريد" إلى "سليح بن عمران بن الحاف"، وجعل لـ"سليح" شقيقًا هو "تزيد" جد "التزيديين"٤.

ونسبهم "السكري" إلى "سليح بن عمرو بن الحاف بن قضاعة"٥. ولكن اختلاف النسابين هذا في نسبهم، يقف عند نهاية سلاسل النسب، إذ تنتهي هذه النهاية في "قضاعة" حيث يتفق الكل أن "سليحًا" هم من قضاعة. أما صاحب كتاب المعارف، فقد جعل سليحًا من غسان، إلا أنه عاد فاستدرك على ذلك بقوله: "ويقال من قضاعة"٦.

وقد ذكر أهل الأخبار أن "بني سليح" بقوا في بلاد الشأم، إذ ذكروهم في أخبار الفتوح، وكانوا في جملة من أقام على النصرانية من عرب الشأم. وقد أسلم قسم منهم، وكانوا في "قنسرين" في أيام المهدي٧.

ومن ملوك سليح الذين ذكرهم الأخباريون زياد بن الهبولة ملك الشأم، جعلوه من معاصري حجر بن معاوية بن الحارث الكندي آكل المرار، وذكروا أنه سمع بغارة قام بها حجر على البحرين، فسار إلى أهل حجر ومن تركهم، فأخذ الحريم والأموال وسبى منهم هند بنت ظالم بن وهب بن الحرث بن معاوية. فلما سمع


١ المحبر "ص٣٧١".
٢ حمزة "ص٧٦ وما بعدها".
٣ حمزة "ص٧٦ وما بعدها"، الإكليل "١/ ١٨٢".
٤ الاشتقاق "٢/ ٣١٤".
٥ المحبر "ص٣٧٠".
٦ المعارف "ص٢٧٨"، "أول من دخل الشام من العرب: سليح، وهو من غسان، ويقال من قضاعة"، "ص٦٤٠، "تحقيق ثروت عكاشة".
٧ فتوح البلدان، للبلاذري "ص١٥٢" "طبعة القاهرة: ١٩٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>