للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وصف بأنه كان طويلًا، طوله اثني عشر شبرًا، وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض١.

وقد ورد اسم "جبلة بن الأيهم" في أخبار الفتوحات الإسلامية لبلاد الشأم، إذ ذكر في "فتوح البلدان" للبلاذري: أن "هرقل" لما سمع بتجمع المسلمين ومقدمهم "يوم اليرموك"، بعث على مقدمته "جبلة بن الأيهم الغساني" في مستعربة الشأم من لخم وجذام وغيرهم لمقاتلة المسلمين، غير أن "جبلة" انحاز في القتال إلى الأنصار قائلًا: "أنتم إخواننا وبنو أبينا، وأظهر الإسلام"٢.

أما الطبري فقد ذكر: أن خالدًا لما صار إلى "مرج الصفر"، لقي عليه غسان، وعليهم "الحارث بن الأيهم"٣. ولم يشر إلى جبلة. فيظهر أن وهمًا في الاسم قد وقع للرواة، فصار "جبلة" عند بعض، وصار" الحارث" عند بعض آخر، ولعل مرده إلى سهور وقع من النساخ.

ولحسان بن ثابت شعر في مدح "جبلة بن الأيهم"، وفي ذكر ملكه وملك "آل جفنة"، يظهر منه شدة تعلقه بهم على بعده عنهم وزوال ملكهم وابتعاده عنهم بالإسلام٤. وقد أورد المسعودي بعض الأشعار التي مدح حسان بها "جبلة بن الأيهم" منها:

أشهرنها فإن ملكك بالشا ... م إلى الروم فخر كل يماني٥.

وقد ورد في رواية من روايات أهل الأخبار أن حسان بن ثابت زار "جبلة بن الأيهم"، وعنده "النابغة" و"علقمة بن عبدة" فأنشده شعرًا، فأعطاه ثلاثمائة دينار وعشرة أقمصة لها جيب واحد، في كل عام مثلها. وتذكر رواية أخرى أن الشخص الذي زاره "حسان" هو "عمرو بن الحارث الأعرج"، وأنه مدحه فأعطاه ألف دينار مرجوحة، وهي التي في كل دينار عشرة دنانير٦.


١المعارف "ص٢٨١".
٢ فتوح البلدان "١٤١ وما بعدها"، "القاهرة ١٩٠١م".
٣ الطبري "٢/ ٤١٠" "دار المعارف بمصر".
٤ مروج "٢/ ١٣" "محمد محيي الدين عبد الحميد"، البرقوقي "٤١٤ وما بعدها".
٥ مروج "٢/ ٣١" "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد".
٦ الأغاني "١٤/ ٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>