للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشير في كتب الأدب إلى اسم ملك من ملوك "غسان" قالوا له "قرص"، لم يذكروا عنه شيئًا ذكروه في حديثهم عن "عدي" قالوا: إنه ابن "أخي قرص الغساني"، وكان "عدي" هذا قد غزا "بني أسد" فقتلوه، وأرادوا في ذلك شعرًا نسبوه إلى الغساني:

لعمرك ما خشيت على عدي ... رماح بني مقيدة الحمار

ولكني خشيت على عدي ... رماح الجن أواياك حار١

ولم يرد اسم هذا الملك في القوائم التي وضعها المؤرخون أمثال اليعقوبي والطبري والمسعودي وابن خلدون وأمثالهم لملوك غسان، وعدي المذكور في خبر "قرص" هو "عدي" المتقدم ولا شك.

وقد وفد "حسان بن ثابت" على "عمرو بن الحارث"، فاعتاص الوصول إليه، فلما طال انتظاره، قال للحاجب: "إن أذنت لي عليه، وإلا هجوت اليمن كلها، ثم انقلبت عنكم" فأذن له ودخل عليه، فوجد عنده "النابغة" وهو جالس عن يمينه، و"علقمه بن عبدة" وهو جالس عن يساره، فقال له "عمرو": "يابن الفريعة قد عرفت عيصك ونسبك في غسان فارجع، فإني باعث إليك بصلة سنية، ولا احتاج إلى الشعر، فإني أخاف عليك هذين السَّبُعين: النابغة وعلقمة، أن يفضحاك، وفضيحتك فضيحتي" ثم تلا عليه شعرًا مما قاله الشاعران في مدحه. فأبى إلا أن يقول شعرًا فيه، وطلب من الشاعرين أن يسمحا له بالقول، فقال فيه قصيدته التي تبدأ بقوله:

أَسَأَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تَسأَل ... بَينَ الجَوابي فَالبُضَيعِ فَحَومَلِ٢

وقد أورد في هذه القصيدة أسماء مواضع، منها: "الجوابي"، أي "جابية الجولان"، و"البضيع" أو "البصيع"، وهو جبل قصير أسود على تل بأرض البلسة فيما بين "سيل" و"ذات الصنمين" و"حومل" و"مرج الصفرين"، وهو موضع بغوطة دمشق، و"جاسم"، وهي قرية بينها وبين دمشق ثمانية فراسخ على يمين الطريق إلى طبرية، وكل هذه الأماكن التي ذكرها


١ ديوان حسان، "ص٢١٩"، البرقوقي"، "ص٧٩ "هرشفلد".
٢ ديوان حسان "ص٣٠٥"، "البرقوقي".

<<  <  ج: ص:  >  >>