للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلجيكي "ريكمنس" g.ryckmans في مجلة le museon، وردت في مطلعه جملة: "نفس قدس سميفع أشوع ملك سبا"، وفي آخره عبارة: بسم رحمنن وبنهو كرشتش غلبن" ومعناها "بسم الرحمن وابنه المسيح الغالب"١.

وفي هاتين الجملتين دلالة صريحة على أن السميفع أشوع كان ملكًا على سبأ وأنه كان على دين النصارى. وقد استعمل النص كلمة "كرشتس" بمعنى المسيح ويستعملها أهل الحبشة كذلك. وقد أخذوها، ولا شك من الروم. ويؤيد كون "السميفع أشوع" نصرانيًّا، ما ذكره المؤرخ "بروكوبيوس" من أن الحبشة عينت رجلًا نصرانيًّا من حمير اسمه esimiphaeus ملكًا على حمير، وذلك بعد قتل الملك الحميري الذي عذب النصارى في بلاده، ويقصد به ذو نواس.

ولم يكن "السميفع أشوع" ملكًا مستقلًّا كل الاستقلال يتصرف بملكه كيف يشاء، بل كان في الواقع تابعًا لحكومة "أكسوم". يُفهم ذلك صراحة من هذا النص الذي أتحدث عنه. جاء في السطر الثالث منه: "أمراهموا نجشت أكسمن برو وهوثرن"، أي "في أيام أميرهم نجاشي أكسوم بنوا وأسسوا". وجاء في السطر السادس: "أملكن الأبحه ملك حبشت"، أي "ملك الأبخة ملك الحبشة"، ويقصد بـ"الأبخه" نجاشي الحبشة "إلا أصبحة" elle ' asbeha الذي كان ملك الحبشة في ذلك العهد. وعاصمته مدينة "أكسوم"٢.

وتعني كلمة "نجشت" الواردة في النص ملكًا أو أميرًا في العربية، وقد أخذها العرب من الحبش، وأطلقوها على ملوك الحبشة، وهي "نجاشي" و"النجاشي" في عربيتنا، كما أطلقوا كلمة "قيصر على أباطرة الروم٣.

وقد ذكرت في النص أسماء "ذويزان" "ذو يزن" و"حسن" "حسان" و"شرحبال" "شرحبيل" قيل "ذو معفرن"، أي قيل المعافر. و"أسودن" أي الأسود "وسميفع" قيل "دو بعدان" "ذ بعدن"، وزرعة قيل مرحبم، أي مرحب "المراحب" و"حارث" و"مرثد" أمراء "ثعبان" و"شرحبيل"


١ Handbuch, S. ١٠٥, Note: ٤, Le Museon, LIX, ١-٤, ١٩٦٤, P. ١٦٥, REP. EPIG. ٣٩٠٤, REP. EPIG., VI, II, P. ٣٧٦, Le MusSon, LXIII, ٣-٤, ١٩٥٠, P. ٢٧٢, Istanbul, ٧٦٠٠, Bis, Conti Rossini, Storia D'EUopia, Milano, ١٩٢٥, Vol., I, P. ١٨٠
٢ LeMus٦on, LIX, ١-٤, ١٩٤٦, P. ١٦٧
٣ Ency., m, P. ٨١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>