للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل مكان١.

ويظهر من الرواية العربية أن نهاية "أبرهة" كانت بعد عودته من مكة بقليل إذ لازمه الوباء الذي نزل برجال حملته أثناء محاصرتهم لها، ولم يتركه حتى بلغ صنعاء وهو مريض متعب، فهلك بها عند وصوله٢. ويجب أن يكون ذلك سنة "٥٧٠" أو "٥٧١" للميلاد. أما المصادر اليونانية، فلم تشر إلى سنة وفاته.

ويذكر الأخباريون أن الذي حكم بعد "أبرهة"، هو ابنه "يكسوم". وبه كان أبرهة يكنى. فذلت حمير وقبائل اليمن ووطئتهم الحبشة، وعم أذاهم وقتلوا خلقًا من رجالهم، وأخذوا نساءهم، وأتخذوا أبناءهم تراجمة بينهم وبين العرب٣. ويذكر "المسعودي" أن "يكسوم" كان سيئ السيرة في أهل اليمن فعم أذاه سائر الناس، إلى أن هلك بعد عشرين سنة من الحكم٤.

وذكر "أبو حنيفة الدينوري"، أن "النجاشي" أقر "أبرهة" على سلطان اليمن، فمكث على ذلك أربعين عامًا٥. أما ابنه "يكسوم"، فمكث على اليمن تسع عشرة سنة٦. وصير "حمزة" مدة حكم أبرهة ثلاثًا وعشرين سنة، مذ قتل "أرياطًا"، الذي حكم على زعمه عشرين سنة. جعل حكم "يكسوم" سبع عشرة سنة، وملك مسروق اثنتي عشرة سنة، ومدة حكم الحبشة، اثنتين وسبعين سنة٧.

ويرى "كلاسر" أن أبرهة كان قد عين ابنه "أكسوم" "يكسوم" على أرض "معاهر" "معهرن"، وكانت له "ذي معاهر"، فعرف "يكسوم" بـ"ذي معاهر". وفي معاهر "عر وعلن"، أي حصن وعلان٨.


١ Noldeke, Geschichte der Perser, S. ١٨٨, Paullys – Wissowa Supplementband, VII, ١٩٥٠, S. ٧٥
٢ الطبري "٢/ ١٣٧" "دار المعارف".
٣ الطبري "٢/ ١٣٩"، مروج "٢/ ٨ وما بعدها" "محيي الدين"، المعارف "٢٧٨".
٤ مروج "٢/ ٨ وما بعدها" محيي الدين".
٥ الأخبار الطوال "ص٦٢".
٦ المصدر نفسه "ص٦٣".
٧ حمزة "ص٨٩".
٩ Glaser, mitt, s. ٤٢٠, ٤٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>