للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة شأن عند القبائل المجاورة, وذلك بإتيانه بأصنام نحتت نحتًا جيدًا بأيدٍ فنية قديرة، وعلى رأسها الصنم "هبل" ووضعها في البيت، فجلب بذلك أنظار أهل مكة وأنظار القبائل المجاورة نحوها، فصارت تقبل عليها، وبذلك كوّن للبيت شهرة بين الأعراب، فصاروا يقدمون عليه للتقرب إلى "هبل" وإلى بقية الأصنام التي جاء بها من الخارج فوضعها حوله وفي جوفه.

ومن بطون خزاعة: "بنو سلول", و"بنو حُبْشية بن كعب"، و"بنو حليل", و"بنو ضاطر", وكان "حُلَيْل" سادن الكعبة, فزوج ابنته "حبى" بقصي، و"بنو قمير" ومن "بني قمير" "الحجاج بن عامر بن أقوم" شريف، و"حلحة بن عمرو بن كليب" شريف، و"قيس بن عمرو بن منقذ" الذي يقال له: "ابن الحدادية" شاعر جاهلي١, و"المحترش"، وهو "أبو غُبشان" الذي يزعمون أنه باع البيت من "قصي"٢. ومن خزاعة "بديل بن ورقاء بن عبد العزى"، شريف, كتب إليه النبي يدعوه إلى الإسلام, وكان له قدر في الجاهلية بمكة٣.

"وكنانة" التي استعان بها "عمرو بن لحيّ" في تثبيت حكمه بمكة، هي من القبائل العدنانية في عرف أهل الأنساب، ومن مجموعة "مضر". ولما استبد "عمرو بن لحي" ومن جاء بعده بأمر مكة، وأخذوا بأيديهم أمر مكة، تركوا إلى "كنانة" أمورًا تخص مناسك الحج وشعائره، وهي الإجازة بالناس يوم "عرفة" والإضافة والنسيّ, وهي أمور سأتحدث عنها في أثناء كلامي عن الحج.

ويذكر أهل الأخبار أن "الإسكندر" الأكبر دخل مكة، وذلك أنه بعد أن خرج من السودان قطع البحر فانتهى إلى ساحل "عدن" فخرج إليه "تبع الأقرن" ملك اليمن، فأذعن له بالطاعة, وأقر بالإتاوة, وأدخله مدينة "صنعاء", فأنزله وألطف له من ألطاف اليمن، فأقام شهرًا، ثم سار إلى "تهامة" وسكان مكة يومئذ خزاعة, وقد غلبوا عليها, فدخل عليه "النضر بن كنانة",


١ الاشتقاق "ص٢٧٦ وما بعدها".
٢ الاشتقاق "ص٢٧٧".
٣ الاشتقاق "ص٢٨٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>