للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم نعثر حتى الآن على اسم قريش أهل مكة في نص جاهلي, كذلك لم نعثر عليه أو على اسم مقارب له في كتب اليونان أو اللاتين أو قدماء السريان ممن عاشوا قبل الإسلام, فليس في إمكاننا ذكر زمن جاهلي نقول: إننا عثرنا فيه على اسم قريش، وإنها كانت معروفة يومئذٍ فيه.

وقد وردت لفظة "قريش" اسمًا لرجل عرف بـ"حَبْسل قريش". وذلك في نص حضرمي من أيام الملك "العز" ملك حضرموت١.

هذا، وإن لأهل الأخبار كلامًا في سبب تسمية قريش بقريش, فقيل: سُميت بقريش بن بدر بن يخلد بن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة؛ لأن عير بني النضر كانت إذا قدمت، قالت العرب: قد جاءت عير قريش، قالوا: وكان قريش هذا دليل النضر في أسفارهم، وصاحب ميرتهم، وكان له ابن يسمى بدرًا، واحتفر بدرًا, قالوا فيه: سميت البئر التي تدعى بدرًا, بدرًا، وقال ابن الكلبي: إنما قريش جماع نسب, ليس بأب ولا بأم ولا حاضن ولا حاضنة, وقال آخرون: إنما سمي بنو النضر من كنانة قريشًا؛ لأن النضر بن كنانة خرج يومًا على نادي قومه، فقال بعضهم لبعض: انظروا إلى النضر، كأنه جمل قريش.

وقيل: إنما سميت بدابَّةٍ تكون في البحر تأكل دوابَّ البحر, تدعى القرش, فشبه بنو النضر بن كنانة بها؛ لأنها أعظم دواب البحر قوةً٢.

وقيل: إن النضر بن كنانة كان يقرش عن حاجة الناس، فيسدها بماله، والتقريش -فيما زعموا- التفتيش وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عن الحاجة فيسدونها بما يبلغهم٣. "وقيل: إن النضر بن كنانة كان اسمه قريشًا، وقيل: بل لم تزل بنو النضر بن كنانة يدعون بني النضر حتى جمعهم قصي بن كلاب, فقيل لهم: قريش، من أجل أن التجمع هو التقرش، فقالت العرب: تقرش


١ تأريخ العرب في الإسلام "١/ ٤١".
٢ وقريش هي التي تسكن البحر, بها سميت قريش قريشًا. تفسير الطبري "٢٥/ ١٩٩".
٣ الطبري "٢/ ٢٦٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>