للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ولده: عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزَّى، وعبد قصي. وكثر ماله، وعظم شرفه، فلما توفي "حليل" رأى قصي أنه أولى من خزاعة بولاية البيت, وأن قريشًا فرعة إسماعيل وإبراهيم، واستنفر رجال قريش، ودعاهم إلى إخراج خزاعة من مكة. وكتب إلى أخيه من أمه، وهو "رزاح بن ربيعة بن حرام العذري" يستنصره، فأجابه ومعه قومه من بني عذرة من قضاعة، ووصلوا مكة ونصروه؛ وغلبت قضاعة وبنو النضر خزاعة، وزال ملكهم عن مكة, وصار الأمر إلى قصي وقريش١.

وفي رواية أنه اشترى ولاية البيت من "أبي غَبْشان" بزق خمر وبعود. وكان "حليل" كما يقول أصحاب هذه الرواية قد جعل ولاية البيت إلى ابنته "حُبى", فقالت: قد علمت أني لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه, قال: فإني أجعل الفتح والإغلاق إلى رجل يقوم لك به، فجعله إلى "أبي غبشان", وهو "سليم بن عمرو بن بويّ بن ملكان بن أفصى", فاشترى قصي ولاية البيت منه بزق خمر وبعود. فلما سمعت خزاعة ذلك، تجمعت على قصي، فاستنصر أخاه، فقاتل خزاعة وأصيب خزاعة بوباء العدسة، حتى كادت تفنيهم, فلما رأت ذلك، جلت عن مكة. ويذكرون أن العرب لما سمعت بقصة "أبي غبشان" قالت: "أخسر صفقة من أبي غبشان", فذهب القول مثلًا٢.

وأبو غبشان، هو "المحترش"٣, وقد ورد اسم رجل عرف بالحارث, قيل عنه: إنه غبشان بن عبد عمرو, وإنه كان قد حجب البيت٤, فلعل له علاقة بأبي غبشان المذكور، كأن يكون ابنه.

وفي رواية: أن القتال حينما اشتدَّ بين قصي وخزاعة، تداعوا إلى الصلح؛ على


١ الطبري "٢/ ٢٥٥ وما بعدها", ابن الأثير "٢/ ٧ وما بعدها", الأزرقي "١/ ٥٥ وما بعدها", "طبعة الماجدية", "٦٥ وما بعدها", "طبعة وستنفلد", ابن سعد، الطبقات "١/ ٦٨", "صادر", البلاذري, أنساب "١/ ٤٧ وما بعدها".
٢ الطبري "٢/ ٢٥٦" "دار المعارف بمصر", ابن الأثير، الكامل "٢/ ٨", السويدي, سبائك "٦٧", المسعودي, مروج "٢/ ٥٨ وما بعدها".
٣ الاشتقاق "ص٢٧٧".
٤ الاشتقاق "ص٢٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>