للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يحكم بينهم "عمرو بن عوف بن كعب بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة" "يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث" فوافق. فكان حكمه أن قصيًّا أولى بالبيت ومكة من خزاعة, وأن كل دمٍ أصابه من خزاعة موضوع، فيشدخه تحت قدميه، وأن كل دمٍ أصابت خزاعة وبنو بكر حلفاؤهم من قريش وبني كنانة، ففي ذلك الدية مؤداة؛ وبذلك انتصر قصي على خصومه. ويقولون: إن "عمرًا" سمي منذ الحين الشداخ، بما شدخ من الدماء١.

ولم يشر بعض أهل الأخبار إلى أن شدخ الشداخ الدماء بين قريش وخزاعة كان في عهد قصي، فأغفلوا اسم "قصي", بل اكتفوا بالإشارة إلى شدخه الدماء وإصلاح ما بين قريش وخزاعة، وذكر بعضهم أنه حكم في جملة ما حكم به, على ألا يخرج خزاعة من مكة٢. وأكثر الرواة على أن اسمه "يعمر بن عوف"، لا "عمرو بن عوف" كما جاء في الرواية المتقدمة٣.

ولم تشر رواية أخرى ذكرها "ابن دريد" إلى وقوع نزاع بين قصي وبين خزاعة، بل قالت: إن حليلًا سادن الكعبة، كان قد أوصى إليها أمر الكعبة وأعطاها مفتاحها، فأعطته زوجها قصيًّا، فتحولت الحجابة من خزاعة إلى بني قصي٤.

وترجع بعض الروايات نزاع خزاعة مع قصي إلى عامل آخر غير ولاية البيت، فتذكر أن خزاعة كانت قد سلمت لقصي بحقه في ولاية البيت، وأنها زعمت أن "حليلًا" أوصى بذلك قصيًّا، وبقيت على ولائها له، إلى أن اختلف "قصي" مع "صوفة". وكانت "صوفة" وهي من "جرهم" تتولى أمر الإجازة


١ ابن الأثير "٢/ ٨", "الشداخ: وهو يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر", المحبر "ص١٣٣"، "يعمر بن عوف", ابن سعد، الطبقات "١/ ٦٩", "صادر", نهاية الأرب "١٦/ ٣٨".
٢ المحبر "ص١٣٣ وما بعدها".
٣ المحبر "ص١٣٣", الاشتقاق "ص١٠٦", سيرة ابن هشام "١/ ٧٩ وما بعدها", الطبري "١٠٩٧" "طبعة ليدن", "٢/ ٢٥٨", "طبعة دار المعارف بمصر".
٤ الاشتقاق "ص٢٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>