للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك، فغلب عليه عبد مناف١. وأولاده هم: "عبد مناف"، واسمه "المغيرة"، وعبد الله وهو "عبد الدار", و"عبد العزى"، و"عبد قصي"، و"هند" بنت قصي، تزوجها "عبد الله بن عمَّار الحضرمي"٢.

ولما مات قصي، دفن بالحَجُون، وقد كانوا يزورون قبره ويعظمونه٣. والحجون جبل بأعلى مكة كان أهل مكة يدفنون موتاهم فيه٤, فعليه مقبرة جاهلية من مقابر مكة القديمة, وقد ذكر في شعر جاهلي٥.

وقد أنكر بعض المستشرقين وجود "قصي", وعدوه شخصية خرافية من شخصيات الأساطير، واستدلوا على ذلك بالأقاويل التي رواها ابن الكلبي وابن جريج عنه، وهي ذات طابع قصصي٦. غير أن هذه المرويات لا يمكن أن تكون دليلًا قويًّا وسندًا يستند إليه في إنكار وجود رجل اسمه قصي، وإذا كان ما قيل عنه خرافة، فلن تكون هذه الخرافة سببًا لإنكار وجود شخص قِيلت عنه.

وقد ترك "قصي" جملة أولاد, هم: عبد العزى وعبد الدار وعبد مناف وعبد بن قصي. وقد تكتل أبناء هؤلاء الأولاد وتحزبوا، ونافسوا بعضهم بعضا، فنافس بنو عبد مناف بني عبد الدار، وكونوا حلفًا فيما بينهم كان جماعته وأنصاره بنو أسد وبنو زهرة وبنو تيم والحارث بن فهر. وتراص بنو عبد الدار وجمعوا شملهم وشمل من انضم إليهم، وكونوا جماعة معارضة تألفت من بني مخزوم وبني سهم وبني جمح وبني عدي بن عامر بن لؤي ومحارب, وهم من "قريش الظواهر". وقد عرف حلف "بني عبد مناف" بـ"حلف المطيبين"


١ الطبري "٢/ ٢٥٤"، نهاية الأرب "١٦/ ٣٢".
٢ البلاذري، أنساب "١/ ٥٢".
٣ ابن الأثير "٢/ ٩"، "٢/ ١٤ وما بعدها" "المطبعة المنيرية"، اليعقوبي "١/ ٢١٢", ابن سعد, الطبقات "١/ ٧٣", البلاذري، أنساب "١/ ٥٢", نهاية الأرب "١٦/ ٣١", تاج العروس "١٠/ ٢١١" "صفا".
٤ البلدان "٢/ ٢٢٥".
٥ قال "عمرو بن الحارث بن مضاض" أو الحارث الجُرهمي:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس، ولم يسمر بمكة سامر
اللسان "١٣/ ١٠٩", تاج العروس "٩/ ١٧١" "حجن".
٦ Ency., vol., ll, pp. ١١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>