للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات زوج؟ فقيل له: أيم، كانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها: فإذا كرهت رجلًا، فارقته، وهي "سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنيم بن عدي بن النجار"، وهو "تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج"، فخطبها، فزوجته نفسها ودخل بها، وصنع طعامًا، دعا إليه من كان معه من أهل مكة، ودعا من الخزرج رجالا، وأقام بأصحابه أيامًا، وعلقت "سلمى" بعبد المطلب١. وكانت "سلمى"، قد تزوجت من "أُحَيْحَة بن الجُلَّاح بن الحريش بن جَحْجَبَا الأوسي"، وهو من المعروفين في قومه كذلك٢.

ويذكر أهل الأخبار، أن عمر هاشم لما توفي، كان عشرين سنة، ويقال: خمسًا وعشرين ٣. وهو عمر قصير إذا قِيسَ بما يذكره أهل الأخبار ويوردونه عنه من اتجار وأعمال, أعمال لا تتناسب مع تلك السن.

ومن سادات مكة في هذه الأيام "قيس بن عدي بن سهم" من بني هصيص بن كعب، قد تكاثروا بمكة، حتى كادوا يعدلون بعبد مناف. وهو الذي منع "عدي بن كعب" و"زهرة بن كلاب" من "بني عبد مناف"، ومنع "بني عدي" أيضا من "بني جمح". وكان "عبد المطلب بن هاشم" ينفر ابنه "عبد المطلب" وهو صغير، ويقول:

كأنه في العز قيس بن عديّ ... في دار قيس ينتدى أهل الندى٤

مما يدل إن صح أن هذا الشعر هو من شعر "عبد المطلب" حقا، على أن "عديا" كان أعز رجال قريش في أيامه، حتى ضربوا به المثل في العز، وأنه كان سيد قومه, بني سهم بن هصيص بن كعب.

ومن ولد هاشم "عبد المطلب"، وأمه من أهل يثرب من بني النجار, فهي


١ ابن سعد، الطبقات "١/ ٧٦"، ابن هشام، السيرة "١/ ١٤٤"، نهاية الأرب "١٦/ ٣٦ وما بعدها"، المحبر "ص٣٩٨"، الطبري "٢/ ٢٤٦ وما بعدها"، "دار المعارف".
٢ المحبر "ص٤٥٦"، البلاذري، أنساب "١/ ٦٤".
٣ البلاذري، أنساب "١/ ٦٣".
٤ نسب قريش "٤٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>