للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خزرجية تدعى "سلمى بنت عمرو بن زيد" على نحو ما ذكرت قبل قليل, تزوجها هاشم في أثناء رحلة من رحلاته التي كان يقوم بها إلى الشام للاتجار. ولما مات هاشم بغزة ولدت سلمى "عبد المطلب"، ومكث عند أخواله سبع سنين، ثم عاد إلى قومه بمكة، عاد به عمه "المطلب". ولما كبر تولى السقاية والرفادة وتزعم قومه.

ويذكر أهل الأخبار، أن هاشمًا كان قد أوصى إلى أخيه "المطلب"، فبنو هاشم وبنو المطلب يد واحدة, وبنو عبد شمس وبنو نوفل يد١. ومعنى هذا أن نزاعًا كان قد وقع بين أبناء هاشم وأبناء إخوته، جعلهم ينقسمون إلى فرقتين.

ويذكر أهل الأخبار أن اسم عبد المطلب هو "شيبة", وقد عرف بين الناس بعبد المطلب؛ لأن عمه "المطلب" لما حمله من يثرب إلى مكة، كان يقول للناس: هذا عبدي، أو عبد لي، فسمي من ثم بعبد المطلب، وشاعت بين قومه أهل مكة حتى طغت على اسمه، وقيل: إنه عرف بين أهل مكة بـ"شيبة الحمد" لكثرة حمد الناس له، وكان يقال له "الفياض" لجوده، و"مطعم طير السماء" و"مطعم الطير" لأنه كان يرفع من مائدته، للطير والوحوش في رءوس الجبال٢.

وقد كان "المطلب" عم "عبد المطلب" مثل سائر أفراد أسرته وأهل مكة تاجرًا، فخرج إلى أرض اليمن تاجرا، فهلك بـ"ردمان" من اليمن٣.

وهم يروون أنه كان مَفزَع قريش في النوائب، وملجأهم في الأمور، وأنه كان من حلماء قريش وحكمائها، وممن حرم الخمر على نفسه، وهو أول من


١ ابن سعد، طبقات "١/ ٧٩".
٢ وفيه يقول حذافة بن غانم:
بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه ... يضيء ظلام الليل كالقمر البدر
"شيبة الحمد لنور وجهه، وذلك أنه كانت في ذؤابته شعرة بيضاء حين ولد، فسمي شيبة الحمد"، الثعالبي، ثمار القلوب "٧٩"، الطبري "٢/ ٢٤٧ وما بعدها" "دار المعارف بمصر"، الأصنام "٢٨", بلوغ الأرب "١/ ٣٢٤", ابن حزم, جوامع السير "٢/ ٢"، البداية لابن كثير "٢/ ٢٥٢", السيرة الحلبية "١/ ٢٢ وما بعدها", شرح نهج البلاغة, لابن أبي الحديد "١/ ٨١", ابن سعد, الطبقات "١/ ٨٣".
٣ طبقات ابن سعد "١/ ٨٣", اليعقوبي "١/ ٢١٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>