للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمرك، ثم يقرع رأسه وينصرف"١. وذكر أنه كانت له قينتان يجتمع إليهما فتيان قريش: أبو لهب وأشباهه، وهو الذي أمرهم بسرقة الغزال من الكعبة، ففعلوا فقسمه على قيانه، وكان غزالًا من ذهب مدفونًا، فقطعت قريش رجالًا ممن سرقه، وأرادوا قطع يد أبي لهب، فحمته أخواله من خزاعه٢. وذكر أن "مقيس بن عبد قيس بن قيس بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم"، هو صاحب قصة الغزال٣.

وكان "الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم"، أحد المستهزئين المؤذين لرسول الله، وهو "ابن الغيطلة". وهو الذي نزلت فيه: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ، وكان يأخذ حجرًا، فإذا رأى أحسن منه تركه وأخذ الأحسن. وكان دهريا يقول: "لقد غر محمد نفسه وأصحابه أن وعدهم أن يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر ومرور الأيام والأحداث"٤.

وممن اشتهر من بني عبد شمس: "عتبة بن ربيعة بن عبد شمس"٥، وكان نديمًا لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف٦.

أما أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف، ويكنى أيضًا بأبي حنظلة، فكان مثل سائر رجال مكة تاجرًا صاحب أسفار، ثريًّا، جمع مالًا من تجارته. وكان صاحب "عير قريش"، فهو المؤتمن عليها وهو قائدها، وهو رجل جد خبير بالطرق والمسالك. وقد نجح في كل أسفاره، وأوصل تجارة مكة إلى أماكنها سالمة مضمونة، فلم يتمكن المسلمون من مفاجأته وأخذه مع أموال قريش وتجارتهم العظيمة التي تحت قيادته، حينما كان قافلًا من


١ المحبر "ص١٧٨"، جمهرة النسب "١٥٦".
٢ فلذلك يقول بعض شعرائها:
همو منعوا الشيخ المنافيَّ بعدما
رأى حمة الأزميل فوق البراجم
الاشتقاق "٧٦".
٣ شرح ديوان حسان "٤٧"، "للبرقوقي".
٤ البلاذري، أنساب "١/ ١٣٢".
٥ المحبر "ص١٦٠", ابن هشام، السيرة "٢/ ٢٦٢".
٦ المحبر "ص١٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>