للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُعد "عبد العزى بن عبد المطلب" من هذا الرعيل من وجهاء مكة الذين حاربوا الرسول، ونصبوا له العداوة. كان موسرًا جمع مالًا طائلًا، كما يفهم ذلك من "سورة المسد": {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} . وكان من التجار، له تجارة مع بلاد الشام١, وكان من هؤلاء الذين أبوا التنكر لدين آبائهم وأجدادهم وإطاعة رجل فقير، وهم أكثر منه مالًا وأكبر سنًّا. رُوي أن رسول الله كان بسوق ذي المجاز يقول: "أيها الناس, قولوا: لا إله إلا الله, تفلحوا" وإذا برجل يأتي من خلفه ويرميه بحجارة أدمت ساقيه وعرقوبيه، وهو يقول للناس: إنه كذاب لا تصدقوه٢.

ويعد "أبو لهب" وهو "عبد العزى" ويكنى أيضا بـ"أبي عتبة"، من هذه الطبقة الوجيهة المعروفة من قريش. وهو عم الرسول٣, وكان مع ذلك من الذين حملوا حقدًا شديدًا عليه. وكانت زوجته تحرضه على معاداته وإيذائه، وفي حقهما نزلت سورة "تبت", وهي السورة الحادية عشرة من السور التي نزلت بمكة على رأي أكثر العلماء.

وكان بيته في جوار بيت رسول الله, فذكر أن رسول الله قال: "كنت بين شر جارين: بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط, إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحونها في بابي". وكان النبي يقول: "يا بني عبد مناف، أي جوار هذا؟ " ثم يميطه عن بابه٤.

ويذكر أهل الأخبار أن هنالك عشرة أبطن من بطون قريش انتهت إليها الشرف في الجاهلية، ووصل في الإسلام، وهم: أمية، ونوفل، وعبد الدار، وأسد، وتيم، ومخزوم، وعدي، وجمح، وسهم٥.


١ حاشية الشهاب "٨/ ٤٠٩".
٢ الطبرسي "١٠/ ٥٥٩".
٣ ابن أبي الحديد "١/ ٨٩".
٤ البلاذري، أنساب "١/ ١٣١".
٥ العقد الفريد "٣/ ٣١٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>