للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الأخبار إلى "بني زريق"، بطن من بطون الخزرج, ونعته بـ"أبي جبيلة الملك الغساني"١.

ونحن إذا أخذنا بهذه الرواية، وجب علينا القول: إن أخذ الأوس والخزرج أمر المدينة بيدهم، وزحزحة اليهود عنها، يجب أن يكون قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، أي: في زمن لا يبعد كثيرًا عن الإسلام؛ لأننا نجد أن أحد أولاده وهو "عثمان بن مالك بن العجلان" في جملة من دخل في الإسلام وشهد بدرًا, كما نجد جملة رجال من "بني العجلان"، من أبناء إخوة "مالك" وقد شهدوا "بدرًا" ومشاهد أخرى٢, وهذا مما يجعل زمن "مالك" لا يمكن أن يكون بعيدًا عن الإسلام.

ويظهر من دراسة هذه الأخبار المروية عن اليهود وملكهم "الفطيون" وعن الأوس والخزرج وما فعلوه باليهود، أن عنصر الخيال قد لعب دورًا في هذا المروي في كتب أهل الأخبار عن الموضوع. ونجد في القصص المروي عن ملوك اليمن وعن ولعهم بالنساء وعملهم المنكر بهن، ما يشبه هذا القصص الذي نسب إلى "الفطيون", ونجد للعلاقات الجنسية مكانة في هذا القصص الجاهلي الذي يرويه أهل الأخبار عن ملوك الجاهلية، وما قصة "الفطيون" إلا قصة واحدة من هذا القصص الذي نجد للغرائز الجنسية مكانة بارزة فيه.

ويظهر أن كلمة "الأوس" هي اختصار لجملة "أوس مناة", و"مناة" كما نعلم صنم من أصنام الجاهلية، و"الأوس" هو جد الأوس، وهو في عرف النسابين "أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن عبد الله بن الأزد"٣.


١ الاشتقاق "ص٢٧٢".
٢ الاشتقاق "ص٢٧١ ومواضع أخرى".
٣ البلدان "٧/ ٤٢٨"، "أوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"، ابن الأثير، الكامل "١/ ٢٧٥"، ابن خلدون "٢/ ٢٨٨"، اللسان "٤/ ١٨ وما بعدها", تاج العروس "٤/ ١٠٣"، ابن حزم، جمهرة "ص٣٢٢", العقد الفريد "٣/ ٣٦، ١٥٩"، "لجنة"، ابن هشام "٢/ ٣٤٧"، دائرة المعارف الإسلامية "٣/ ١٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>