للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو "الفيطون" أو "الفِطيون"، وكان رجلًا شديدًا فظًّا يعتدي على نساء الأوس والخزرج، فقتله رجل منهم اسمه "مالك بن العجلان" وفر إلى الشام إلى ملك من ملوك الغساسنة اسمه "أبو جبيلة", وفي رواية: أنه فر إلى "تبع الأصغر بن حسان". وتذكر الرواية أن أبا جبيلة سار إلى المدينة ونزل بذي حرض، ثم كتب إلى اليهود يتودد إليهم، فلما جاءوا إليه قتلهم، فتغلبت من يومئذ الأوس والخزرج، وصار لهم الأموال والآطام. ثم رجع "أبو جبيلة" إلى الشام, وصارت اليهود تلعن "مالك بن عجلان", وهم يروون في ذلك أبياتًا ينسبونها إلى شاعر اسمه "الرمق بن زيد الخزرجي"١. ويذكر الإخباريون أن اليهود صورت "مالك بن عجلان" في كنائسهم وبيعهم؛ ليراه الناس فيلعنوه٢.

وذكر "ابن دريد" أن "الفِطيون" اسم "عبراني"، وكان تملك بيثرب، وكان هذا أول اسم في الجاهلية الأولى. وقد شهد بعض ولد الفطيون بدرًا، واستشهد بعضهم يوم اليمامة، فمن ولد "الفطيون": أبو المقشعر، واسمه أسيد بن عبد الله٣. ويذكر بعضهم أن اسم "الفطيون"، وهو "عامر بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث المحرق بن عمرو مزيقياء"٤, فهو من العرب على رأي هذا البعض، ومن اليمن، وليس من أصل عبراني.

وأبو جبيلة عند بعض الإخباريين، هو "عبيد بن سالم بن مالك بن سالم"، أحد بني غضب بن جشم بن الخزرج. فهو على هذة الرواية رجل من الخزرج ذهب إلى ديار الشام، فملك على غسان، وذهب بعض آخر من الإخباريين إلى أنه لم يكن ملكًا, وإنما كان عظيمًا ومقربًا عند ملك غسان٥. ونسبه بعض


١ البلدان "٧/ ٤٢٨ وما بعدها"، الاشتقاق "ص٢٥٩"، الكامل "١/ ٢٧٥", البداية، ابن كثير "٢/ ١٦٠"، "مطبعة السعادة، ١٩٣٢م".
٢ ابن خلدون "٢/ ٢٨٧"، الاشتقاق "ص٢٧٠", الأغاني "١٩/ ٩٥ وما بعدها", السمهودي خلاصة الوفاء "٨٢ وما بعدها"، الطبري "٢/ ٣٧١"، تأريخ اليهود في بلاد العرب، إسرائيل ولفنسون "٥٦ وما بعدها",
Graetz, bd., ٣, s., ٩١, ٤١٠.
٣ الاشتقاق "ص٢٥٩".
٤ الاشتقاق "ص٢٥٩".
٥ الكامل "١/ ٢٧٦", ابن خلدون "٢/ ٢٨٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>