قدسية، وجعلت لها مكانة دينية، وهي روايات يظهر أنها وضعت بتأثير من سادات ثقيف المتعصبين لمدينتهم، والذين كانوا يرون أن مدينتهم ليست بأقل شأنًا من مكة أو يثرب. وقد كان بها سادات وأشراف كانوا أصحاب مال وثراء.
وقد زعم بعض أهل الأخبار أن الذي أقام حائط الطائف رجل من الصدف، يقال له "الدمون بن عبد الملك"، قتل ابن عم له يقال له "عمرو" بحضرموت، ثم فر هاربًا، ثم جاء إلى "مسعود بن متعب الثقفي" ومعه مال كثير، وكان تاجرًا، فقال: أريد أن أحالفكم على أن تزوجوني وأزوجكم
= الماء في الطوفان، أو لأن جبريل -عليه السلام- طاف بها على البيت سبعًا. نقله الميورقي عن الأزرقي، أو لأنها كانت قرية بالشام فنقلها الله تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم -عليه السلام- اقتلاعًا من تخوم الثرى بعيونها وثمارها ومزارعها, وذلك لما قال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} . نقله أبو داود الأزرقي في تاريخ مكة وأبو حذيقه إسحاق بن بشر القرشي في كتاب المبتدأ، وهو قول الزهري. وقال القسطلاني في المواهب: إن جبريل -عليه السلام- اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الصريم فسار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف، فسمي الموضع بها, وكانت أولًا بنواحي صنعاء, واسم الأرض وج, وهي بلدة كبيرة على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة المشرق كثيرة الأعناب والفواكه. وروى الحافظ بن عات في مجالسه أن هذه الجنة كانت بالطائف، فاقتلعها جبريل وطاف بها البيت سبعًا ثم ردها إلى مكانها ثم وضعها مكانها اليوم. قال أبو العباس الميورقي: فتكون تلك البقعة من سائر بقع الطائف, طِيف بها بالبيت مرتين في وقتين، أو لأن رجلًا من الصدف، وهو ابن الدمون بن الصدف. واسم الصدف: مالك بن مرتع بن كندة من حضرموت أصاب دما في قومه بحضرموت ففر إلى وج ولحق بثقيف وأقام بها وحالف مسعود بن معتب الثقفي أحد من قيل فيه: إنه المراد من الآية: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم} ، وكان له مال عظيم. فقال لهم: هل لكم أن أبني لكم طوفًا عليكم يطيف ببلدكم يكون لكم ردءًا من العرب. فقالوا: نعم فبناه وهو الحائط المطيف المحدق به. وهذا القول نقله السهيلي في الروض عن البكري وأعرض عنه. وذكر ابن الكلبي ما يوافق هذا القول, وقد خصت بتصانيف. وذكروا هذا الخلاف الذي ساقه المصنف وبسطوا فيه، أورد بعض ذلك الحافظ ابن فهد الهاشمي في تأريخ له خصه بذكر الطائف"، تاج العروس "١/ ١٨٤"، "طوف".