للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر بعض أهل الأخبار أن أول من ملك الطائف "عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر". فلما كثر "بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن"، غلبوهم على الطائف بعد قتال شديد١. وقد كانت مواطن "بني عامر" بنجد, وكانوا يصيفون بالطائف، حتى غلبتهم ثقيف, فخرجوا إلى تهامة. وكان منهم "عامر بن الظرب العدواني" أحد الحكماء العرب٢.

وقد ورد في بعض الأخبار أن قوم ثمود هم الذين نزلوا بالطائف بعد العماليق، فأخذوها منهم، وذلك قبل ارتحالهم عنها إلى وادي القرى، بسبب منازعة القبائل لهم، ومن ثم ربط رواة هذه الأخبار نسب ثقيف بثمود، وقد صير بعض أهل الأخبار ثقيفًا مولى من موالي هوازن، ونسبهم آخرون إلى إياد٣.

وجاء في رواية أخرى أن أقدم سكان الطائف هم بنو مهلائيل بن قينان, وهم الذين عمروها وغرسوها وأحيوا مواتها, وقد سكنوها قبل الطوفان، فلما وقع الطوفان, كانوا في جملة من هلك فيه من الأمم الباغية. فخلت الطائف منهم، وسكنها بعدهم بنو هانئ بن هذلول بن هوذلة بن ثمود، فأعادوا بناءها وعمروها حتى جاءهم قوم من الأزد على عهد "عمرو بن عامر"، فأخرجوهم عنها، وأقاموا بها وأخذوا أماكنهم، ثم توالى عليها العرب حتى صارت في أيدي ثقيف٤.

وصير بعض أهل الأخبار ثقيفًا رجلًا متشردًا، اتفق مع ابن خاله النخع على الهجرة في طلب الرزق والعيش، فذهب النخع إلى اليمن، فنزل بها، وذهب "ثقيف" إلى وادي القرى، فنزل على عجوز يهودية لا ولد لها، واتخذها ثقيف أمًّا له. فلما حضرها الموت، أوصت له بما كان عندها من دنانير وقضبان، ثم دفنها وذهب نحو الطائف، فلما كان على مقربة منها، وجد أمة


١ الكامل، لابن الأثير "١/ ٤٢٠ وما بعدها".
٢ ابن خلدون "٥/ ٦٣".
٣ ابن خلدون "٢/ ٦٤١ وما بعدها".
٤ الهمداني، صفة "١/ ٣١٢ وما بعدها", البلدان "٣/ ٤٩٨ وما بعدها", اللسان "٩/ ٢٢٥"، صورة الأرض "٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>