للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهلية، وعن الأنساب والقبائل، وهي من أهم الأمور حساسية عند العرب, فظهرت العصبية في مؤلفات أهل النسب والأخبار حين شرعوا بالتدوين.

وعرفت القبائل القوية الكبيرة التي تفرعت منها جملة قبائل بـ"أم القبائل", ومن هذه القبائل "بكر بن وائل"١. وسبب ذلك أن القبيلة القوية تكبر بسبب انضمام القبائل الصغيرة، فإذا توسعت وتضخم عددها صار من الصعب عليها البقاء في منازلها، فتضطر عندئذ إلى التوسع والانتشار في أرضين جديدة. وقد تغادر أحياء منها منازلها لتجد لها منزلًا طيبًا جديدًا، فتبتعد بذلك عن القبيلة الكبيرة التي جمعت تلك الأحياء, فتكون بمثابة الأم للقبائل النازحة، تربطها بها رابطة ذكرى الأمومة, التي تتحول إلى نسب تحفظه ذاكرة حفاظ الأنساب.

وعرفت أربع قبائل بشدتها وبأسها، فقيل لها: "رضفات العرب", وهي: "شيبان وتغلب وبهراء وإياد"٢.

وقيل لـ"كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان" من قضاعة، و"طيء بن أدد", و"حنظلة بن مالك بن زيد مناة" من "تميم"، و"عامر بن صعصعة بن معاوية" من "هوازن"، "جماجم العرب"٣. وذكر أن "الجماجم" السادات والرؤساء، وأن القبائل المذكورة كانت من جماجم القبائل، أي: من رؤسائها، وقد دُعيت بـ"جماجم"؛ لأنها بمنزلة جمجمة الرأس بالنسبة للإنسان٤, أي: إن هذه القبائل من القبائل الرئيسة عند الجاهليين.

وبين القبائل، قبائل دعاها "ابن حبيب" "أثافي العرب"، وهي: "سليم" و"هوازن" من "قيس عيلان"، و"غطفان"، و"أعصر" و"محارب بن خصفة"٥, و "الإثفية": العدد الكثير والجماعة من الناس٦. والظاهر أنها إنما عرفت بذلك لكثرة عددها.


١ المعارف "ص٩٦"، "بكر بن وائل".
٢ تاج العروس "٦/ ١١٩"، "رضف"، المحبر "٢٣٤".
٣ المحبر "ص١٣٤".
٤ تاج العروس "٨/ ٢٣٣".
٥ المحبر "٢٣٤".
٦ تاج العروس "٦/ ٣٧" "أثف"، الثعالبي، ثمار "١٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>