للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسباب تعيين والد الشاعر "امرئ القيس" الكندي ملكًا على بني أسد وتعيين أعمامه ملوكًا على القبائل الأخرى، هو تناحر سادات ربيعة فيما بينهم، وتباغضهم وتفرق كلمتهم، حتى كان كل واحد منهم يرى أنه أولى من غيره بالملك، فدبَّ الخلافُ بين القبائل، وتطاول السفهاء على الأشراف وأهل البيوتات، وعندئذٍ وجد سادات القبائل أن الأمن لا يرجع إليهم إلا بذهابهم إلى كندة لتنصيب ملوك منها عليهم. فكان ما كان من تنصيب والد الشاعر على "بني أسد" وتنصيب أعمامه على القبائل الأخرى، إلا أن الأمن لم يستتب ولم يستقر طويلًا بين هذه القبائل المتنازعة، إذ قرر الرحيل عنها -وعاد الخصام داء "ربيعة"- إلى وطنه, وعادت حليمة إلى عادتها القديمة على ما يقوله أهل الأمثال.

وقد أشار أهل الأخبار إلى رجال ذكروا أنهم تمكنوا من حكم معد وربيعة, ومعنى ذلك أنهم كانوا من ذوي الشخصيات القوية, وبذلك تمكنوا من فرض أنفسهم على هذه القبائل المتباغضة. من هؤلاء: حذيفة بن بدر, وهو من سادات غطفان وبيتهم, وهو والد "حصن" أبي عيينة, وقد أدرك "عيينة" النبي، فأسلم ثم ارتد, وأسلم بعد ذلك على يد أبي بكر١. وقد قاد "حذيفة" "بني فزارة" و"مرة" يوم النسار، ويوم الجفار، وفي حرب داحس حتى قتل فيها يوم الهباءة. وقد عرف بـ"رب معد"٢, وما كان ليعرف بذلك لو لم يكن من أصحاب القوة والمكانة حتى ساد قبائل معد.

ومن سادات "ربيعة" "الأفكل"، و"عمرو بن جعيد" من "بني الديل", وكان ذا بغي، فسارت إليه "بنو عَصَر" فقتلوه٣, و"الحارث الأضجم بن عبد الله بن ربيعة بن دوفن"، من "بني دوفن", قديم السؤدد فيهم كانت تجبى إليه إتاوتهم٤, و"عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم بن النمر بن قاسط", وكان سيد "النمر بن قاسط" في الجاهلية وصاحب مرباعهم٥.


١ ابن دريد، الاشتقاق "١٧٣".
٢ المحبر "٢٤٩"، "٤٦١"، جمهرة "٢٤٣".
٣ الاشتقاق "١٩٧".
٤ الاشتقاق "١٩٣"، "جمهرة "٢٧٥".
٥ الاشتقاق "٢٠٢"، جمهرة "٢٨٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>