للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان "القُدار بن الحارث" رئيس ربيعة في أول الإسلام١. وورد أن "القدار بن عمرو بن ضبيعة" كان رئيس ربيعة، يلي العز والشرف فيهم٢.

ويمتاز سيد القبيلة عن سائر رجال قبيلته ببيته الكبير المكون من خيمة ضخمة، والتي قد تتكون من جملة قطع من النسيج خيطت بعضها إلى بعض لتتكون منها خيمة كبيرة, تكون مضيفًا للرئيس, ومجلسًا للقوم يؤمه سادات القبيلة وأشراف الأحياء, وموئلًا لذوي الحاجات من الناس. وله خيام أخرى أعدت لحريمه ولأهله, فهي منازل رئيس القبيلة الخاصة به وبأفراد أسرته.

وامتاز الرئيس عن أفراد قبيلته بكثرة عدد نسائه, فسيد القبيلة مزواج في الغالب, عنده المال, وعنده الجاه والرئاسة، فلا يجد صعوبة في الحصول على زوجات صغيرات السن لينجبن له أولادًا، يكونون له حصنًا حصينًا وأمنًا له على ماله, وعونًا له على القبيلة. فيحمي بهم نفسه ممن قد يطمع في الرئاسة وفي انتزاع السيادة منه بالقوة.

ومن واجب الرئيس الإشراف على تقسيم الغنائم، ومن حقه المرباع إن كان من ذوي المرباع، وله أن ينفق من جيبه على الضيوف، وأن يفتح بيته للقادمين إليه من مختلف الناس، وأن يستقبل ضيوف القبيلة بوجه فرح بشوش، وأن يرعى شئون قبيلته، ويسأل عن أبنائها. وعليه أن يسعى لفك من يقع من أبناء عشيرته أسيرًا في أيدي قبيلة أخرى، وأن يشارك قومه في تحمل الديات، حين يعجز رجال القبيلة عن حملها. وعليه أن يعين أتباعه في كل جناية يجنونها، فهي وإن صدرت من غيره لكنها تقع في النهاية على رأس سيد القبيلة، فعليه وحده إيجاد حل لها ومخرج. ومن هنا كنَّت العرب عن سيد القبيلة بقولها: "سيد معمم", يريدون أن كل جناية يجنيها أحد من عشيرته معصوبة برأسه٣.


١ الاشتقاق "١٩٥".
٢ تاج العروس "٣/ ٤٨٣"، "قدر".
٣ عيون الأخبار "١/ ٢٢٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>