للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم من خلص العرب وملوكها المعروفين البارزين؟ فرووا شعرًا للتبع أسعد تبع، قالوا إنه ذكر فيه الأزد، وكانوا معه، فهم من حمير إذن وهو:

ومعي مَقاولُ حميرٍ وملوكُها ... والأزدُ أزد شنوءة وعمان١

وهكذا أضافوا إلى حمير الأزد بجملتها.

وأسعد تبع من التبابعة الذين لهم حظ سعيد عند الأخباريين، فهو مؤمن في نظرهم، وهو ذو القرنين. وهو من أعظم التبابعة، وأفصح شعراء العرب. ولم يكتفوا بما أغدقوا عليه من نعوت، بل أرادوا أكثر من ذلك وأبعد، فقالوا إنه كان نبيًّا مرسلًا إلى نفسه، وأنه تنبأ بظهور الرسول، صلى الله عليه وسلم، قبل ظهوره بسبعمائة سنة، وأنه قال شعرًا في ذلك حفظه الناس هذه السنين الطويلة عنه، وأنه لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن سبه٢. فهو إذن من المؤمنين الصالحين ومن رجال الجنة ولا شك، وهو قصص روَّجه ولا شك الحميريون والقحطانيون المتعصبون في الإسلام، ليُسكتوا بذلك خصومهم السياسيين. وهم في نظرهم العدنانيون الذين شرفتهم النبوة ورفعت مقامهم في الإسلام، فافتخروا بها على القحطانيين، ولم يكن القحطانيون أقل باعًا في توليد القصص في الفخر من منافسيهم القحطانيين، فأوجدوا هذه الحكايات عن تبابعتهم، وأوجدوا لهم الفتوحات العظيمة، ثم لم يكفهم ذلك كله، فقالوا: إن النبوة إذا كانت في العدنانيين، فإنها كانت أيضًا في القحطانين، بل هي أقدم عهدًا فيهم منهم، فمنهم كان عدة أنبياء. وهكذا سدوا الثغرة التي كان يهاجم منها العدنانيون.

وقد ولد الأزد عدة أولاد، منهم: مازن، ونصر، وعمرو، وعبد الله، ووقدان، والأهبوب٣. ومن ولد مازن عمرو، وعدي، وكعب، وثعلبة. ومن ولد ثعلبة: عامر، وامرؤ القيس، وهو البطريق، وكرز. فولد امرؤ القيس حارثة، وهو الغطريف، وولد حارثة هذا عامرًا المعروف بماء


١ منتخبات "ص٣".
٢ منتخبات "ص١٢ وما بعدها".
٣ جمهرة "ص٣١١"، تاج العروس "٢/ ٢٨٩"، سبائك الذهب "ص٤٥"، جمهرة النسب "ورقة ٢٤٧". Wustenfeld, Genea, Tab, ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>