للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكن قبلهم بها من إياد ومن بكر بن وائل وتميم. واقتسمتها بينهم، فنزلت جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز الخط وأفناءها، ونزلت شن أفصى طرفها وأدناها إلى العراق، ونزلت نكرة بن لكيز القطيف وما حوله والشفار والظهران إلى الرمل وما بين هجر إلى قطر وبينونة، ونزلت عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة والعمور، وهم بنو الدّيل بن عمرو، ومحارب بن عمرو، وعجل بن عمرو الجوف والعيون والأحساء، ودخلت قبائل منهم جوف عُمان فصاروا شركاء للأزد في بلادهم١. وقد بقيت بنو عبد القيس في هذه المواضع محتفظة بها عند ظهور الإسلام.

ويظن أن "aboukaiun"، وهو اسم قبيلة وموضع ذكر في جغرافية "بطلميوس" هو "عبد القيس"٢. ولم يتحدث "الكلاسيكيون" شأنهم في أكثر ما كتبوه عن بلاد العرب بشيء عن هذه القبيلة. ولكن الأخباريين يروون أن عرب بلاد عبد القيس والبحرين وكاظمة غزوا السواحل المقابلة لهم من أرض إيران، وذلك لضيق معاشهم، وللضنك الذي حل بهم في عهد سابور ذي الأكتاف "سابور الثاني" منتهزين فرصة اضطراب الأمن في تلك البلاد وضعف الحكومة بسب صغر سن الملك. فلما كبر الملك واشتد، جمع جموعه وسار بها على الغازين، ففتك بهم، وأسر منهم خلقًا كثيرًا، ثم عبر البحر "فورد الخط واستقرى بلاد البحرين، يقتل أهلها ولا يقبل فداء. ولا يعرج عن غنيمة، ثم مضى على وجهه، فورد هجر، وبها ناس من أعراب تميم وبكر بن وائل وعبد القيس، فأفشى فيهم القتل" "ثم عطف على بلاد عبد القيس، فأباد أهلها" ثم سار إلى اليمامة، فقتل بها مقتلة كبيرة، ولم يمر في طريقه بماء إلا غوره، ولا جب من جبابهم إلا طمّه، حتى وصل قرب المدينة، فقتل من وجد هناك من العرب، وأسر. ثم عطف نحو بلاد بكر وتغلب فيما بين مملكة فارس ومناظر الروم بأرض الشام، فقتل من وجد بها من العرب، وسبى وطَمَّ مياههم، ثم أسكن من


١ البكري "١/ ٨٠ وما بعدها"، ابن خلدون "٢/ ٣٠٠"، نهاية الأرب "٢/ ٣٢٩". الاشتقاق "ص١٩٦"، صبح الأعشى "١/ ٣٣٧"، القاموس "٢/ ٢٤٤، ٣٨٧"، لسان العرب "٨/ ٧٢، ٣٩٨"، الأغاني "١٣/ ٥٦، ١٤/ ٤٤، ١٠٣ وما بعدها". كحالة "٢/ ٧٢٦ وما بعدها".
٢ ency., I, p. ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>