للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني تغلب من البحرين دارين واسمهما هيبح والخط، ومن كان من عبد القيس وطوائف من بني تميم هجر، ومن كان من بكر بن وائل كرمان، ومن كان منهم من بني حنظلة بالرملية من بلاد الأهواز١.

وهم يذكرون أيضًا أن عرب الشام قد تأثروا بما فعله سابور بهم، فاتفقوا مع الروم، وانتقموا منه. ولكن سابور بعد انتصاره على الروم، عاد فاتبع سياسة استرضاء العرب، فاستصلحهم، وأسكن بعض قبائل تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل كرمان وتوج والأهواز٢. وهذه الرواية الثانية هي، ولا شك الجزء الأخير من حديثهم عن حملة سابور على بلاد العرب، أخذها الطبري أو المورد الذي اعتمد عليه من مورد كان قد جزأ الكلام، فصار الحديث الواحد حديثين اثنين. ونجد ذلك واضحًا وضوحًا تامًّا في اتفاق العبارات بين الروايتين، ثم إن الإسكان الإجباري في أرض ما ليس نوعًا من الاستصلاح والاسترضاء. وفي حديث الأخباريين عن حملة سابور على بلاد العرب ووصوله إلى مقربة من المدينة وعن تنكيله بالعرب وحرقه المدن وطمّه المياه، مبالغات كبيرة ولا شك، أخذت من موارد فارسية بولغ فيها، وليس في روايات المؤرخين الروم عن هذا الحادث ما يؤيد هذا الزعم.

وكان والي البحرين عند ظهور الإسلام، المنذر بن ساوى، وهو من بني تميم، يحكمها باسم الفرس على حد رواية الأخباريين، وقد أرسل إليه الرسول رسولا عنه يدعوه وقومه من بني عبد القيس إلى الإسلام. وكان رسول رسول الله هو العلاء بن الحضرمي. فلما أتاه العلاء يدعوه ومن معه بالبحرين إلى الإسلام أو الجزية، أسلم المنذر، وأسلم جميع العرب بالبحرين٣. وقد أوفدوا وفدًا عنهم إلى الرسول برئاسة المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن نصر بن عمرو بن عوف بن جزيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن بكر، فاتصل بالرسول، وصارت له صحبة ومكانة منه. ووفد منهم إلى الرسول أيضًا الجارود وهو "بشر


١ الطبري "٢/ ٦٦ وما بعدها".
٢ الطبري "٢/ ٧٠".
٣ ابن الأثير "٢/ ٨٦ وما بعدها"، ابن خلدون "٢ بقية الجزء الثاني ص ٢٦"، المحبر "ص٢٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>