للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كليب وائل"١. وكان والده "ربيعة"، قد قاد مضر وربيعة يوم السلان إلى أهل اليمن، وأدخله "السكري" في جملة "الجرارين"٢.

أما السبب الذي حمل "ربيعة بن مرة بن الحارث بن زهير التغلبي" على مقارعة قبائل اليمن وحروبها، فهو شعور أبناء تغلب بوجوب التخلص من نفوذ اليمن عليها، ومن حكم "زهير بن جناب الكلبي" عليها. فقد زعم أهل الأخبار أن "تغلب" كانت مثل سائر قبائل "معدّ" خاضعة لنفوذ حكام اليمن، وقد سئمت من جوار الحكام الذين ينصبهم "التبابعة" عليها، فظهر رجال فيها عزموا على التخلص من ذلك النفوذ، وتكوين حلف قوي يكبح جماح اليمن يتألف من قبائل معد. وكان من بين أولئك الرجال "ربيعة بن الحارث بن زهير" والد "كليب وائل"، وكانت خطته ضرب اليمن للتخلص من حكم "زهير بن جناب" الذي كان حكّام اليمن قد أقاموه على قبائل معدّ. وجمع قبائل مضر وربيعة تحت زعامة واحدة، وبذلك تتخلص تلك القبائل من تحكم اليمن في شئونها ومن دفع الإتاوة لها.

ويذكر أهل الأخبار أن "زهير بن جناب" الكلبي القضاعي، كان قد ولي أمر "معد" بمساعدة حكّام اليمن وتأييدهم له، ويذكر بعض منهم أن "أبرهة" الحبشي هو الذي نصب زهيرًا عليها وأيده وأعانه على معدّ. وذاك حينما غزا "أبرهة" نجدًا وتوسع فيها، فجاءه "زهير" ليتقرب إليه، وليعينه على بعض قبائل معدّ٣.

وسار "زهير" في حكم معدّ، حتى اشتط وبغى وقسا في جمع الإتاوة، فضجر الناس منه، وهاجمه "زيابة" من "بني تيم الله"، وطعنه طعنة ظن أنه قد قضى بها عليه. ولكن زهيرًا نجا منها، فجمع عندئذ قومه ومن كان معهم من قبائل قحطان وغزا بكرًا وتغلب، فانهزمت بكر ثم تغلب، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة، وجماعة من أشراف تغلب. فتأثرت قبائل ربيعة من هذه الهزيمة، وعينت "ربيعة بن مرّة بن الحارث بن زهير التغلبي" رئيسًا


١ الاشتقاق "٢٠٤"، ابن الأثير، الكامل "١/ ٢١٤".
٢ المحبر "ص٢٤٩".
٣ ابن الأثير، الكامل "١/ ٢٠٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>