للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عكاظ". فمنهم كان حكّام الموسم. كما تولوا القيام ببعض مناسك الحج وقد صاهرهم بعض رجال مكة.

ويظهر من بعض روايات الأخباريين أن تميمًا وبقية القبائل المنتمية إلى "أد" كانت تتعبد ل "شمس". وكان لشمس بيت "تعبده بنو أُد كلها: ضبة وتميم، وعدي، وعكل، وثور. وكان سدنته من بني أوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، فكسره هند بن أبي هالة بن أسيد بن الحلاحل بن أوس بن مخاشن"١. وعبدت طائفة من تميم "الدَّبَران" من النجوم، ولهم قصة عن هذه النجوم٢.

وكان بعض تميم على النصرانية، ومنهم عدي بن زيد العبادي، كما كان بعض منهم من دان بالمجوسية، ومن هؤلاء زرارة بن عدس التميمي وابنه حاج بن زرارة والأقرع بن حابس٣.

وفي شواهد كتب النحو والصرف أمثلة عديدة من لهجة تميم٤، وهي تشير إلى وجود فوارق ومميزات في تلك اللهجة تميزها عن اللهجة التي نزل بها القرآن الكريم. وقد أخرجت هذه القبيلة عددًا من الشعراء في الجاهلية والإسلام. وللاستشهاد بلهجة تميم، ولوجود عدد من الشعراء الذين يعدون من كبار الشعراء عند علماء الشعر، أهمية كبيرة ولا شك في دراسة اللهجات العربية، وعلاقاتها بلهجة القرآن الكريم٥.

وقد أدى تعدد بطون تميم وانتشارها إلى نشوب حروب بينها، وإلى تكتّلها كتلًا وتكوين أحلاف بينها، كالحلف الذي كان بين بني يربوع وبني نهشل. وقد نسب لأبي اليقظان النسابة كتاب في أحلاف تميم اسمه: "كتاب حلف تميم بعضها بعضًا"٦.


١ المحبر "ص٣١٦".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٢٣٩".
٣ بلوغ الأرب "٢/ ٢٣٣ وما بعدها".
٤ ابن فارس: الصاحبي "٢٤"، المزهر "١/ ٢١١"، السيوطي: الإتقان "ص١٠٩".
٥ Voller, Volkssprache und Schriftsprache in alten Arabien, S. ٨ff, Ency IV, P. ٦٤٥.
٦ الفهرست "٩٤". Ency., iv, p. ٦٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>