للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قبل ذلك، ولا يعني هذا أننا ننكر أن يكون لها تأريخ قديم، إذ يجوز أن يكون لها عهد أقدم من هذا العهد الذي نتحدث عنه. ولكننا لا نملك الآن نصوصًا جاهلية أو موارد إسلامية يُطْمأن إليها، ترجع تأريخ تميم إلى ما قبل هذا القرن.

أما في القرن السادس، فقد كانت تميم قبيلة بارزة ظاهرة، بطونها منتشرة في العربية الشرقية، وفي نجد وفي العراق، وفي أنحاء مختلفة من جزيرة العرب، مجاورة لقبائل معروفة مثل أسد وغطفان وبني عبد القيس وتغلب، متصلة بها. ومن بني دارم من تميم كان المنذر بن ساوي حاكم البحرين والذي أسلم في أيام الرسول١.

وكانت لتميم صلات متينة بملوك الحيرة، وكان من عادتهم جعل الردافة في بطن من بطونهم، وهو بطن بني يربوع. وقد ثار هذا البطن وهاج، لما حولت الردافة إلى بطن آخر من بطون تميم، هو بطن بني دارم، ولم يقبلوا إلا برجوعها إليهم، لما كان للردافة من مكانة في ذلك الوقت٢.

ونجد في كتاب الأخباريين أسماء أيام عديدة وقعت بين تميم وغيرها من القبائل، خاصة قبائل بكر بن وائل. كما نجد إشارات إلى حروب وقعت بينهم وبين بعض ملوك الحيرة. وقد أشرت إلى القصص الذي يرويه أهل الاخبار عن غزو "سابور ذي الأكتاف" لجزيرة العرب وإلى ما زعموه من تنكيله بالقبائل وانتزاعه أكتافهم، ومن هذه القبائل قبيلة تميم٣. ويذكر الأخباريون أيضا أن "كسرى برويز" "كسرى أبرويز" "khusrawparwez"، كتب إلى عامله على هجر، وهو "المكعبر"، أن ينتقم من تميم، لتعرضها لقافلة كانت محملة بالتجارات وبالهدايا مرسلة إليه، فقتل المكعبر بالمشقر عددًا كبيرًا منهم٤.

ولتميم صلات متينة برجال مكة، وقد كان لرجالهم ذكر وخبر في سوق


١ Ency., IV, P. ٦٤٤
٢ Ency., IV, P. ٩٤٥
٣ Journal of the Economic and Social History of the Orient, Vol., VIII, ١٩٦٥.
٤ Ency., IV, P. ٦٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>