للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القتبانية المتأخرة١. وتؤدي معنى التبعية. وأعني بالتبعية الاعتراف بسيادة رئيس على مرءوس٢. فقد كان أصحاب الأرض يؤجرون الأرض لمن لا أرض لهم، ومن لا مال لهم، فيقيمون فيها يشتغلون لأصحابها، ويكونون تبعًا لهم. ويعبرون عن هذه التبعية بتلك اللفظة المعبرة عنها. فهم في هذه الحالة إذن مزارعون يعيشون من كراء الأرض٣.

وقد وردت هذه اللفظة بهذا المعنى، خاصة في النصوص المتعلقة بقبيلة "سخيم"٤. وهي ذات أملاك واسعة وأرضين خصبة، وأجرتها لمن لا أرض له من الوافدين عليها من الأماكن الأخرى، لتستغل هذه الأرضين وتعيش عليها، معترفة بذلك أنها في حماية هذه القبيلة وفي خدمتها.

وهي فضلًا عن ذلك تعبر عن التبعية بكل أشكالها، فتعبر عن الانتماء إلى شخص أو قبيلة كذلك، بمعنى أن "الأدم" تابع لذلك الشخص أو القبيلة، منتمٍ إليه. ولذلك يذكر ال "ادم" اسم سيده الذي ينتمي إليه ويحتمي به، كأن يذكر اسمه أو اسم القبيلة التي ينتمي إليها. وقد يعبر باللفظة عن معنى "تابع" و "خادم" بالمعنى المجازي أيضًا، في مثل مصطلح "أدم ملكن" أي "خادم الملك" و "عبد الملك" و "آدم الملك"٥. وذلك تعبيرًا عن الاحترام للملك وعن الإقرار بتبعية الشخص المذكور له، وبإخلاصه له إخلاص العبد لسيده، وإن كنا نجد أن للملك حاشية كبيرة هي حاشية "أدم" حقيقية، أي طبقة لا تملك أرضًا ولا ملكًا، ومعاشها من خدمة الملك، حيث يتولى القصر الإنفاق عليها، كما كانت للأسرة الكبيرة جماعات من ال "أدم" تخدمها وتؤدي لها مختلف الأعمال.


١ Glaser ١٣٩٨, Handbuch, I, S. ١٢٢, Anm. ٤.
٢ Rip. Epig, VII, P. ٢٦٩, ٤٦٥١.
٣ Rep. Epig, VII, P. Num ٤٦٥١, ٤٦٦٢.
٤ Rep. Epig, VII, P. ٣٠١, ٤٦٥٩, P. ٣٠٢, ٤٦٠٠, P. ٣٠٣, ٤٦٦٢.
٥ SE ٨٠, Rhodokanakis, Die Inschriften an der Mauer von Kohlan-Timna, ٢٥, A. Grohmann, S. ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>